رئيس التحرير
عصام كامل

خالد الكمار.. ما وراء الطبيعة بالفعل!

انتظرت حتى أعود إلى أرض الوطن وأشاهد مسلسلاً تمت إذاعته مؤخراً عبر منصة "نت فليكس" عن قصص ما وراء الطبيعة للكاتب وعراب جيلنا د. أحمد خالد توفيق -رحمة الله عليه.


شاهدت المسلسل مرتين، مرة كمشاهد، ومرة كشخص يعشق قصص ما وراء الطبيعة وكل كتابات د. أحمد خالد توفيق، وفي المرتين كان هناك أشياء تتغير في رأيي الشخصي، ماعدا شيئا واحداً، وهو أن خالد الكمار المؤلف الموسيقى  للمسلسل هو أفضل ما في العمل وربما أنجح شيء في العمل!

ربما الجرافيك خذلني في بعض الحلقات، ربما التصوير كان رائعاً، والأداء مبهر لبعض الممثلين، ولكن يظل تمثيل أحمد أمين هو الذي كان غير متوقع بالنسبة لي، ولعب دور "رفعت إسماعيل" بشكل مبهر.

لدرجة أنني في المرة الثانية عندما تخيلت بعض الممثلين الآخرين الذين كنت أتمنى أن يلعبوا الدور، أو حتى كان أصدقائي يرشحونهم لكى يقوموا بدور رفعت، ولكن فشلت في التخيل، لم يدع لي أحمد أمين أي فرصة لتخيل غيره، لأنني اقتنعت أنه هو رفعت إسماعيل بالفعل!

معرض القاهرة للكتاب.. ليس مجرد نزهة!

ربما ما جعلني أحاول أن أتصيد بعض الأخطاء في العمل هو "البوست" الذي نشره مخرج العمل عمرو سلامة قبيل ساعات من طرح العمل على المنصة، وفيه تعليمات هامة قبل الاستخدام والذى ذكرني بالنشرة الداخلية في علب الأدوية لشرح الجرعات والاستخدام، متناسياً أن لكل شخص طريقته في المشاهدة والاستمتاع بما يتلقاه.

ولكن حتى نكون منصفين، ربما يكون هذا العمل درساً مهماً من عمرو سلامة ومفيداً لكل صناع السينما والدراما في مصر، أنها ليست مشكلة إمكانيات، ولكنها مشكلة البحث عما يستحق المجهود، وأن حكايات كانت مخصصة للمراهقين جذبت أعماراً كبيرة، فلا أنسى والدي الذي شاهده معي وتابعه وينتظر هو أيضا الجزء الثاني.

ولا أنسى تعلقه بالموسيقى أيضاً وهو يسأل عن من مؤلفها؟، وجاوبته بفخر شديد أنه صديقي خالد الكمار الذي أدهش الجميع بموسيقى مسلسل قابيل، وبسبب مقطوعة "تيتانيك" لا أنسى أنني حصلت على المركز الاول عن قصيدة سميتها بنفس الاسم بعدما سمعت مقطوعته وقمت بكتابتها وتسجيلها وعرضتها في الجامعة التي أدرس بها في روسيا.

أديرة وادي النطرون

شكراً د. أحمد خالد توفيق على ميراث فني وأدبي تركته بداخلنا قبل أن نشاهده على الشاشات، وشكراً عمرو سلامة أنك جعلتنا نرى صاحب البدلة الكحلية فاتناً "د. رفعت اسماعيل" ونطمح أن نرى شيئاً بشكل أعلى وأفضل كما اعتدنا منك في "لا مؤاخذة" وأعمال أخرى.

شكراً أحمد أمين أو دكتور رفعت، لقد أثبت أن الموهبة تفرض ذاتها مهما اختلفت طبيعة العمل ومهما كانت البيئة المحيطة.

وشكراً صديقي خالد الكمار فموسيقاك بالفعل من وراء الطبيعة، وتأخذ الروح لعالم لا يسكن فيه سوى أنغامك وبطريقتك تستطيع أن تحتل العقول وتسرق القلب أيضاً.

الجريدة الرسمية