رئيس التحرير
عصام كامل

برلمان والسلام!

خلت الشوارع من المارة ومن المحتاجين لبيع أصواتهم بعد أن باعوها في سوق علنى وانصرف الناخب والمنتخب وعلت أصوات المكبرات في الحوارى والأحياء والقرى فرحا لفوز بمقعد كان الصراع عليه عنيفا ومكلفا وعصيبا.


فالناخبون دخلوا السوق بهوياتهم الفقيرة التي يغلفها عوز وتزينها حاجة والمنتخبون أقاموا المزاد ما بين عشرين جنيها للصوت في الريف إلى ألف جنيه في المدينة.. في المدينة يعز الصوت ويتدلل صاحبه فالبيع مرة واحدة كل أربع سنوات وأهل المدينة أشطر في التجارة!

النخبة والحاشية

فاز من فاز وخسر من خسر فهل كسب الوطن مجلسا نيابيا بروح التحدى القائم ونزعة المواجهة الآنية وظرف المحيط الإقليمي والدولى؟!.. لانظن. انفض مولد الانتخابات النيابية وعلى خير أو شر ستتلاقى الوجوه مرة أخرى بعد انقضاء المدة القانونية للمجلس.. لاحوار بين الطرفين فلا المشترى معلق بوعد ولا البائع له عين يطالب المشترى بما يزيد على أجرة تلقفها واشترى بها خبزا أو زيتا او سكرا.

صحيح لم يكن المشهد كله شرا وكان من مترشحين أن قدموا أنفسهم من قبل وفق أداء متواصل مع دوائرهم وهناك من خاب سعيه عندما ضل الطريق وفقد البوصلة وانفصل عن الناس وهناك من راهن على البيع والشراء فكانت دوائرهم أصلب من الحديد وأقوى من المال.

المانح والممنوح

غير إن السمة الغالبة وفي بعض الدوائر إن سقط من كان أداؤه عزيزا وأبيا ومتنوعا وذكيا دون تفسير منطقي.. أيضا كان المال السياسي حاضرا وعلانيا وعلى مشهد من القوم ودون تحرير محضر واحد ذرا للرماد في العيون.

والغالب أن في بلادنا أشياء ليست بأشياء ولكنها شبه الأشياء فلدينا ملاعب ومدرجات وحكام وكرة ولكن ليس لدينا كرة بمفهوم ما نراه في بلاد برة.. أيضا لدينا صناديق ومترشحون وجماهير ولا ينقصنا إلا الانتخابات بمفهومها السليم!
الجريدة الرسمية