النخبة والحاشية
ألا إن في الوطن
مضغتين إذا صلحتا صلح الوطن كله ، وإذا فسدتا فسد الوطن كله، ألا وهما الحاشية والنخبة،
وكلاهما لا يغنى عن الآخر، فالتاريخ البشرى امتلأت خزائن سطوره بعديد الأمثلة التي
أودت بأنظمة كانت تحظى في بادئ الأمر بشعبية جارفة، وانتهى بها المطاف إلى مساحات من
العتمة.. والنخبة التي تنتظر دعما خارجيا حتى لو كان ضغطا هي نخبة فاسدة ومارقة وعميلة،
تحتاج اصطفافا شعبيا لمواجهتها إذا ما استشعر النظام حرجا في المواجهة.
والنخبة التي لا تنطلق من مفاهيم وطنية للنصح والإرشاد والمعارضة وقول الحقيقة للنظام، هي نخبة حادت عن الطريق، وقد تصبح شوكة في ظهر الوطن ينفذ من خلالها أعداؤنا ويحققون مصالحهم دون مصالحنا.. ولقد مر علينا في أوقات قريبة ثلة من تلك النوعية التي استمدت وجودها من سفارات أجنبية، وفرضت وجودها في فضائيات فوضوية، لا يحكم عملها مدونات وطنية خالصة، وعندما غاب الدعم سقطت في تناقضات أدت بها إلى مزبلة التاريخ.. وراحت إلى حيث يجب أن تكون.
المانح والممنوح
وفي مصر جماعات من المتنورين والمثقفين الوطنيين تتحكم فيهم نوازع التقوقع والانزواء وعدم القدرة على المبادرة، وهي بذلك لا تمتلك الشجاعة الكافية لتكون سيفا للوطن في المواجهة القادمة، عبر تغيرات سياسية في الموقف الدولى لا يمكن التغافل عن خطرها أو تجاهل ما تسعى إليه.
إن فتح الأبواب الموصدة، وإلغاء الجدران بين النظام وتلك المجموعات، من شأنه أن يعيد لها الثقة في القيام بدورها، وبث الحيوية في أوصالها ومنحها حقا في المشاركة الفعالة لشغل فراغ- نظن ومعظم الظن ليس إثما- أن هناك من يجهز نفسه لاحتلاله، والمضي به للسير عكس الاتجاه.
أما الحاشية في بلادنا فإنها "بعافية" بعض الشيء، فكلما تكررت مصطلحات من عينة "بناء على تعليمات السيد الرئيس" فإن على سيادة الرئيس أن يقلق من تلك الحاشية. ولكم أن تتخيلوا تلك الجلبة التي كانت بين الحاشية المستقبلية والنخبة القادمة في سقيفة بنى ساعدة ، وها هو رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن ولي أمر الرعية، يردد بأعلي صوته " أما بعد.. أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني".. هذا هو أول تكليف من الخليفة إلى حاشيته ونخبته.
والرئيس في ظل مشاغل يومية وهموم وطنية وأعباء متعاظمة بحاجة إلى من يساعده كلما مضى في الطريق الصواب، ومن ينصح له إذا ماغاب عنه الصواب، والحاصل أننا في الطريق إلى مواجهة صريحة وموجة عاتية لاستكمال ما بدأه أوباما في المنطقة، والأمر ينطبق على دول عربية أخرى تحتاج إلى صياغات جديدة سياسيا وشعبيا، لتوفير الجاهزية القادرة على فرض سيادة الأوطان، ولن يتأتى ذلك دون طبقة حاكمة شفافة، ونخبة تعلى المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار، وأغلب الأمر أن المشهد السياسي يخلو من سيناريوهات خلاقة تستبق الأحداث وتراهن على الجماهير، التي غيبت بقصد أو دون قصد ، ليصبح الشعب في مواجهة حاسمة من أجل سيادته الوطنية كما حدث في ثورة يونيو التي غلبت كل القوى الدولية وهزمتها هزيمة ساحقة.
الخبز.. معركة الصحفيين القادمة
وإذا كان المصطلح الدارج يقول إن الشعب مصدر السلطات، فإن الشعب المصرى كان تاريخيا مصدر القوة.. وبقوته رفضت مصر الهزيمة عام ٦٧، وبفضل تماسكه ووعيه رفضت مصر تسليم هويتها لجماعة إرهابية في ثورة الثلاثين من يونيو، وبعزم أبنائه قادرون على مواجهة أي عبث طارئ.. الأهم أن يكون الشعب شريكا.. بعيدا عن فكرة الوصاية!!
ومن السيناريوهات الخلاقة استعادة اللحمة الوطنية، وفتح الأبواب المغلقة، والتعامل مع الأطياف السياسية الشرعية بأريحية الفاعل وليس التابع، والإنصات الجيد لصوت الشعب، باعتباره مصدر الإلهام الحقيقي والقوة القادرة، واللاعب الأساسي في كل جولة داخلية كانت أو خارجية.
والنخبة التي لا تنطلق من مفاهيم وطنية للنصح والإرشاد والمعارضة وقول الحقيقة للنظام، هي نخبة حادت عن الطريق، وقد تصبح شوكة في ظهر الوطن ينفذ من خلالها أعداؤنا ويحققون مصالحهم دون مصالحنا.. ولقد مر علينا في أوقات قريبة ثلة من تلك النوعية التي استمدت وجودها من سفارات أجنبية، وفرضت وجودها في فضائيات فوضوية، لا يحكم عملها مدونات وطنية خالصة، وعندما غاب الدعم سقطت في تناقضات أدت بها إلى مزبلة التاريخ.. وراحت إلى حيث يجب أن تكون.
المانح والممنوح
وفي مصر جماعات من المتنورين والمثقفين الوطنيين تتحكم فيهم نوازع التقوقع والانزواء وعدم القدرة على المبادرة، وهي بذلك لا تمتلك الشجاعة الكافية لتكون سيفا للوطن في المواجهة القادمة، عبر تغيرات سياسية في الموقف الدولى لا يمكن التغافل عن خطرها أو تجاهل ما تسعى إليه.
إن فتح الأبواب الموصدة، وإلغاء الجدران بين النظام وتلك المجموعات، من شأنه أن يعيد لها الثقة في القيام بدورها، وبث الحيوية في أوصالها ومنحها حقا في المشاركة الفعالة لشغل فراغ- نظن ومعظم الظن ليس إثما- أن هناك من يجهز نفسه لاحتلاله، والمضي به للسير عكس الاتجاه.
أما الحاشية في بلادنا فإنها "بعافية" بعض الشيء، فكلما تكررت مصطلحات من عينة "بناء على تعليمات السيد الرئيس" فإن على سيادة الرئيس أن يقلق من تلك الحاشية. ولكم أن تتخيلوا تلك الجلبة التي كانت بين الحاشية المستقبلية والنخبة القادمة في سقيفة بنى ساعدة ، وها هو رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن ولي أمر الرعية، يردد بأعلي صوته " أما بعد.. أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني".. هذا هو أول تكليف من الخليفة إلى حاشيته ونخبته.
والرئيس في ظل مشاغل يومية وهموم وطنية وأعباء متعاظمة بحاجة إلى من يساعده كلما مضى في الطريق الصواب، ومن ينصح له إذا ماغاب عنه الصواب، والحاصل أننا في الطريق إلى مواجهة صريحة وموجة عاتية لاستكمال ما بدأه أوباما في المنطقة، والأمر ينطبق على دول عربية أخرى تحتاج إلى صياغات جديدة سياسيا وشعبيا، لتوفير الجاهزية القادرة على فرض سيادة الأوطان، ولن يتأتى ذلك دون طبقة حاكمة شفافة، ونخبة تعلى المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار، وأغلب الأمر أن المشهد السياسي يخلو من سيناريوهات خلاقة تستبق الأحداث وتراهن على الجماهير، التي غيبت بقصد أو دون قصد ، ليصبح الشعب في مواجهة حاسمة من أجل سيادته الوطنية كما حدث في ثورة يونيو التي غلبت كل القوى الدولية وهزمتها هزيمة ساحقة.
الخبز.. معركة الصحفيين القادمة
وإذا كان المصطلح الدارج يقول إن الشعب مصدر السلطات، فإن الشعب المصرى كان تاريخيا مصدر القوة.. وبقوته رفضت مصر الهزيمة عام ٦٧، وبفضل تماسكه ووعيه رفضت مصر تسليم هويتها لجماعة إرهابية في ثورة الثلاثين من يونيو، وبعزم أبنائه قادرون على مواجهة أي عبث طارئ.. الأهم أن يكون الشعب شريكا.. بعيدا عن فكرة الوصاية!!
ومن السيناريوهات الخلاقة استعادة اللحمة الوطنية، وفتح الأبواب المغلقة، والتعامل مع الأطياف السياسية الشرعية بأريحية الفاعل وليس التابع، والإنصات الجيد لصوت الشعب، باعتباره مصدر الإلهام الحقيقي والقوة القادرة، واللاعب الأساسي في كل جولة داخلية كانت أو خارجية.