رئيس التحرير
عصام كامل

خطايا أسلافهم.. وداعش صنيعتهم !

كنا نرجو ممن يتشدقون بالديمقراطية والقانون الإنساني الدولي من قادة الغرب لو قاموا بالتكفير عن خطايا أسلافهم المستعمرين الذين نهبوا خيرات الشرق وأذلوا أهله قروناً أن يتخلوا عن عقلية المستعمر ومصاص الدماء، بدلاً من خلق داعش والقاعدة وإطلاقها تعيث في أرض العرب فساداً وتدميراً وقتلاً وتخريباً.


أمريكا والغرب ومن ورائهما ربيبتهما إسرائيل كانت على علم بشهادة منصفين من الغرب نفسه وبدلائل قوية تؤكد كلها أن داعش صنيعة الغرب، وأن جماعة الإخوان متورطة في أعمال عنف وتخريب في مصر وكثير من البلدان العربية وحتى الأوروبية؛ فهي-أي جماعة الإخوان- داعمة بل منبتة لجماعات العنف والمتطرفين حول العالم بالفكر تارة، وبالأموال تارة أخرى تحت سمع وبصر أنظمة دول وحكومات لا تخفي تأييدها لهذه الجماعة وغيرها من الجماعات المسلحة مثل تركيا وقطر وإيران.. فبأي وجه تخرج علينا الإدارة الأمريكية من حين لآخر لتقول إنها جادة في محاربة الإرهاب وتنظيماته حول العالم..؟!

الأرض الموعودة والمغالطات الكبيرة!

عقد قمة عربية فعالة بات مطلوباً بشدة هذه الأيام رغم أنها باتت تنعقد بشق الأنفس حتى أنها تعقد وتنفض دون نتائج ملموسة من شأنها استعادة الصف أو رأب الصدع أو إحداث تغيير حقيقي على الأرض يعيد للأمة هيبتها ويذود عن حياضها لاسيما في ظل ما نراه من تراجعات تزداد عاماً بعد الآخر، حتى أفضى ذلك إلى خروج البعض عن الحدود الدنيا للإجماع أو التوافق لينسج مكائد سياسية وصراعاتخفية ومعلنة كما فعلت الدوحة، ولا تزال مع جاراتها الخليجيات ومصر وليبيا وغيرها.

الأمر الذي جرأ أردوغان على غزو شمال سوريا ثم العراق وليبيا بصلف وغرور غير مسبوقين وما كان لرئيس تركيا أن يفعل ذلك إلا لتراجع العرب وضعف الاهتمام بقضاياهم المصيرية التي لم تعد بنداً حاضرًا على جدول الأعمال.. فكنا نرجو مثلاً أن يتصدر ملف سد النهضة أولويات الدول العربية وشواغلها حتى تكف إثيوبيا عن مراوغاتها وتعنتها حيال دولتي المصب والانصياع لاتفاق ملزم حول إدارة وملء السد وتشغيله.
بالله عليكم إذا لم تنعقد قمة عربية الآن ..فمتى تنعقد !؟ 


الجريدة الرسمية