رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ابتعدنا عن الجذور فغرقنا فى النقل والتقليد

ابتعدنا عن الجذور فغرقنا فى النقل والتقليد، تاريخ قدماء المصريين يقف أمامه العالم مبهورا، مندهشا، وأحيانا غير مصدق، فإذا كانت الأهرامات إحدى المعجزات الهندسية المعمارية التى يقف أمامها العلم، عاجزا عن تفسير هذا البناء العملاق، لماذا بنى؟ وكيف بنى؟ وتعددت النظريات ولكنها تتغير كل يوم أمام الغموض والأسرار التى تظهر كل يوم من جديد من خلال البرديات التى تظهر كل يوم حتى الآن، ومازال تاريخ قدماء المصريين يبوح كل يوم بأسراره الجديدة.


من الثابت أن قدماء المصريين مثلما تقدموا فى العمارة، تقدموا فى كل مناحى الحياة، منها الطب، بل إن ممارستهم للطب لاتزال تشغل الدوائر العلمية ليس فى مصر بل فى العالم، وكان الطب مهنة مارسها قدماء المصريين بنجاح مبهر، كما أنشأوا مدارس الطب ملحقة بالمعابد وكانت التخصصات فى الفروع المختلفة المعروفة للأطباء، ووفقا لهيروديت فقد كان هناك متخصصون فى العيون، والفم والأسنان، وآلام المعدة ـ وكان كما هو معروف أن القدماء المصريين متفوقين فى علم التشريح بسبب علم التحنيط، حتى هناك من أشار إلى أن المرأة المصرية مارست الطب ونجحت فيه.

إعدام أصحاب المعاشات!

هناك من تحدث عن بردية فى جامعة كوبنهاجن بالدنمارك تكشف ما هو مثير للعقل، ويجعلنا نتساءل إلى أى مدى كان التقدم لدى القدماء المصريين، من يصدق إنهم أجروا الوسائل لمعرفة ما إذا كانت المرأة حامل أم لا؟ بل تجاوز ذلك محاولات معرفة نوع الجنين.. 

أوضح العالم كيم ريهولت الأستاذ فى قسم الدراسات الثقافية والإقليمية فى جامعة كوبنهاجن، إن المصريين اقتحموا مجال الطب لعلاج كافة الأمراض منها أمراض العيون، والكلى وكل ما يتعلق بالحمل، بل إنهم اكتشفوا أقدم مناقشة طبية علمية حول أمراض الكلى، وأكد أن هناك نصوصا طبية حددت اختبارا للحمل، وذلك عن طريق البول، بحيث التبول فى إناء فيه حبوب من الشعير والقمح، فاذا نبتت الحبوب، كانت إشارة الى وجود حمل، بل إن نوع الجنين كان يعرف من ينبت الأول، فاذا نبت الشعير يكون الجنين ولدا، والقمح أنثى، واذا لم ينبت ايهما يكون سلبيا وبالتالى تكون المرأة غير حامل، هذا وغيره كان يحدث فى مصر عام 2000 قبل الميلاد، ومن الثابت فى تراث مصر القديمة تقدم الجراحة، ومن العلامات الدالة على هذا هو تطوير الأدوات الطبية والأدوية وتصنيفها، هذا موجود فى أوراق البردى المعروفة باسم "ايبرس وادوين سميث" على جدران المعابد 1600 – 600 قبل الميلاد .

بل إن هناك برديات تشير إلى قبر "بتاح" أول طبيبة كانت 2700 قبل الميلاد، بل إنها كانت "رئيس الأطباء" وهذا مؤشر مهم إن المرأة زمن قدماء المصريين كانت تشغل مناصب كبيرة .

صفحة من تاريخنا: الخلافة ليست من أصول الدين!

فى كتاب مصر علمت العالم للدكتور وسيم السيسى، يروى انه فى قسم المصريات بالمتحف البريطانى " جمجمة فى صندوق زجاجى مكتوب عليه – عملية تربنة جراحة من جراحات المخ مصر القديمة 2000 قبل الميلاد "، وفى مؤتمر أقامه المركز القومى للبحوث فى مصر بالتعاون مع جامعة مانشستر البريطانية بعنوان الصيدلة فى مصر القديمة، أنه اشار فى بحثه حول العقاقير التى استخدمها المصرى القديم فى علاج أمراض المسالك البولية والذكورة، بتغيير اسم مرض البلهارسيا إلى اسم مرض مصرى، الذى اكتشفته مصر قبل تيودوربلهارس بالاف السنين. هذه سطور قليلة من تاريخ الجدود فى مصر القديمة، حتى ندرك ان تاريخنا كان كفيلا ان نسود العالم لو تمسكنا بمعطياته فى كافة المجالات .

هذه سطور من تاريخ جدودى الذين علموا العالم، وكانوا بالحق سادة العالم بالعلم والتقدم فى كل المجالات، بالجهد والإرادة وبحكم رشيد طوال آلاف السنين، يا ترى أين نحن من هؤلاء الجدود الأفذاذ؟!
تعلموا من تاريخكم، تتسيدوا العالم
Advertisements
الجريدة الرسمية