المتاجرون بأزمة ماكرون
الإعلام القطري وفروعه
في الخارج خصص المساحة الأكبر من إرساله طوال الأيام الماضية للهجوم على مصر لأنها
لم ترد على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي حملت إساءة للإسلام والمسلمين،
وعندما ردت مصر قيل إن ردها ضعيف..
نفس الإعلام احتفى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان واعتبره حامي حمى الإسلام والمسلمين، وتعاملوا مع تصريحاته ضد ماكرون على أنها الأقوى والأشجع، ثم أثنت الجزيرة على البيان الصادر من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي تضمن انتقاداً للرئيس الفرنسي..
اتهامات تستوجب التحقيق
أما الإشادة برد رئيس وزراء باكستان على ماكرون فكانت هامشية، وسيقت للتدليل على أن الدفاع عن الإسلام جاء من غير العرب. كما هاجمت الجزيرة المصريين لأنهم لم يتظاهروا ضد فرنسا خوفاً من قمع الأجهزة الأمنية.
وإزاء هذا الهجوم لابد من التأكيد على مجموعة من الحقائق:
أولاً.. مصر سبقت الجميع في الرد على تصريحات الرئيس الفرنسي من خلال أكبر مؤسسة دينية في العالم وهي الأزهر الشريف المنوطة بالرد على المسائل التي تتعلق بالدين، وجاء بيان الأزهر في اليوم التالي لتصريحات ماكرون، وكان الأقوى والأجرأ من كل البيانات التي صدرت في هذا الخصوص، وتبع البيان تويتة لشيخ الأزهر طالب فيها ماكرون بالاعتذار، وفرنسا وقادتها بداية من نابليون وانتهاء بماكرون يعلمون أهمية الأزهر ومدى تأثيره في مسلمي العالم، ولذلك حرص ماكرون على زيارته مؤخراً والتحاور مع الإمام الأكبر.
ثانياً.. لا يوجد رئيس عربي مسلم رد على تصريحات ماكرون باستثناء الرئيس المصري، الذي استنكر ربط الإرهاب بالإسلام، وطالب بمراعاة مشاعر المسلمين، وتلك هي حدود الرؤساء عندما ينتقدون.
ثالثاً.. طبيعي أن يختار رئيس أي دولة التوقيت المناسب للرد، وقد اختار الرئيس السيسي مناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف للرد على ماكرون وهذا ينفي الاتهام بالتأخر في الرد.
الشعب المتنازع على وعيه
رابعاً.. الإعلام المصري لم يتناول بيان الأزهر في البداية، ولم يشر إلى تويتة الإمام الأكبر، وهذا يؤخذ عليه، حيث اكتفى بالرد على الداعين لحملات مقاطعة المنتجات الفرنسية، ولو ركز على بيان الأزهر فور صدوره لما اتهمنا البعض بالتراخي في الرد.
خامساً.. لم نضبط أمير قطر متلبساً بالرد على تصريحات ماكرون، ولم يتظاهر مواطن واحد في الدوحة.
سادساً.. قطر استثمرت الأزمة لصالحها عندما استضافت قناة الجزيرة الرئيس الفرنسي للدفاع عن نفسه، ومن تابع حواره يكتشف أن القناة قدمت أكبر خدمة له، حيث تركه المذيع يقول ما يشاء، ولو استخدمت القناة المهنية التي صدعتنا بها لرأينا حواراً مختلفاً، لكنها عملية غسيل لرئيس عز عليه الاعتذار.
سابعاً.. لو كان الإعلام المصري سبق باستضافة ماكرون لاتهمتنا الجزيرة وفروعها بمحاباته ومشاركته في الإساءة للإسلام والرسول.
قطر تدفع ونحن ندعم
ثامناً.. الاحتفاء بالبيان الصادر من الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين كان محور اهتمام الجزيرة وفروعها في الخارج، وخصصت له مساحة أكبر للتغطية على بيان الأزهر، ومعروف أن الاتحاد يدين بالفضل لتركيا وقطر، فالأولى تدعمه أدبياً ومعنوياً..والثانية تدعمه مادياً.
تاسعاً.. التظاهر ضد تصريحات ماكرون انطلقت من الأزهر يوم الجمعة الماضية ولم يقمعها الأمن المصري، كما أنه لم يعترض على من دعوا لمقاطعة المنتجات الفرنسية وهم كثر.
عاشراً.. أردوغان لا يقاس عليه، لأنه يطوع كل شيء لمصالحه السياسية، ولو كان القياس عليه ميزة لكان أمير قطر أولى بها.
besheerhassan7@gmail.com
نفس الإعلام احتفى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان واعتبره حامي حمى الإسلام والمسلمين، وتعاملوا مع تصريحاته ضد ماكرون على أنها الأقوى والأشجع، ثم أثنت الجزيرة على البيان الصادر من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي تضمن انتقاداً للرئيس الفرنسي..
اتهامات تستوجب التحقيق
أما الإشادة برد رئيس وزراء باكستان على ماكرون فكانت هامشية، وسيقت للتدليل على أن الدفاع عن الإسلام جاء من غير العرب. كما هاجمت الجزيرة المصريين لأنهم لم يتظاهروا ضد فرنسا خوفاً من قمع الأجهزة الأمنية.
وإزاء هذا الهجوم لابد من التأكيد على مجموعة من الحقائق:
أولاً.. مصر سبقت الجميع في الرد على تصريحات الرئيس الفرنسي من خلال أكبر مؤسسة دينية في العالم وهي الأزهر الشريف المنوطة بالرد على المسائل التي تتعلق بالدين، وجاء بيان الأزهر في اليوم التالي لتصريحات ماكرون، وكان الأقوى والأجرأ من كل البيانات التي صدرت في هذا الخصوص، وتبع البيان تويتة لشيخ الأزهر طالب فيها ماكرون بالاعتذار، وفرنسا وقادتها بداية من نابليون وانتهاء بماكرون يعلمون أهمية الأزهر ومدى تأثيره في مسلمي العالم، ولذلك حرص ماكرون على زيارته مؤخراً والتحاور مع الإمام الأكبر.
ثانياً.. لا يوجد رئيس عربي مسلم رد على تصريحات ماكرون باستثناء الرئيس المصري، الذي استنكر ربط الإرهاب بالإسلام، وطالب بمراعاة مشاعر المسلمين، وتلك هي حدود الرؤساء عندما ينتقدون.
ثالثاً.. طبيعي أن يختار رئيس أي دولة التوقيت المناسب للرد، وقد اختار الرئيس السيسي مناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف للرد على ماكرون وهذا ينفي الاتهام بالتأخر في الرد.
الشعب المتنازع على وعيه
رابعاً.. الإعلام المصري لم يتناول بيان الأزهر في البداية، ولم يشر إلى تويتة الإمام الأكبر، وهذا يؤخذ عليه، حيث اكتفى بالرد على الداعين لحملات مقاطعة المنتجات الفرنسية، ولو ركز على بيان الأزهر فور صدوره لما اتهمنا البعض بالتراخي في الرد.
خامساً.. لم نضبط أمير قطر متلبساً بالرد على تصريحات ماكرون، ولم يتظاهر مواطن واحد في الدوحة.
سادساً.. قطر استثمرت الأزمة لصالحها عندما استضافت قناة الجزيرة الرئيس الفرنسي للدفاع عن نفسه، ومن تابع حواره يكتشف أن القناة قدمت أكبر خدمة له، حيث تركه المذيع يقول ما يشاء، ولو استخدمت القناة المهنية التي صدعتنا بها لرأينا حواراً مختلفاً، لكنها عملية غسيل لرئيس عز عليه الاعتذار.
سابعاً.. لو كان الإعلام المصري سبق باستضافة ماكرون لاتهمتنا الجزيرة وفروعها بمحاباته ومشاركته في الإساءة للإسلام والرسول.
قطر تدفع ونحن ندعم
ثامناً.. الاحتفاء بالبيان الصادر من الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين كان محور اهتمام الجزيرة وفروعها في الخارج، وخصصت له مساحة أكبر للتغطية على بيان الأزهر، ومعروف أن الاتحاد يدين بالفضل لتركيا وقطر، فالأولى تدعمه أدبياً ومعنوياً..والثانية تدعمه مادياً.
تاسعاً.. التظاهر ضد تصريحات ماكرون انطلقت من الأزهر يوم الجمعة الماضية ولم يقمعها الأمن المصري، كما أنه لم يعترض على من دعوا لمقاطعة المنتجات الفرنسية وهم كثر.
عاشراً.. أردوغان لا يقاس عليه، لأنه يطوع كل شيء لمصالحه السياسية، ولو كان القياس عليه ميزة لكان أمير قطر أولى بها.
besheerhassan7@gmail.com
