الشعب المتنازع على وعيه
النزاع على وعي الشعب
المصري تكلفته باهظة، تخطت في السنوات الأخيرة مليارات الجنيهات، بها أنشئت قنوات تليفزيونية
ومحطات إذاعية وصحف ومواقع إخبارية، بالإضافة إلى وسائل التواصل الإجتماعي التي حققت
أرباحاً طائلة نتيجة استخدامها في الوعي المتنازع عليه.
النزاع أشبه بمباراة يومية، تبدأ من التاسعة صباحاً وتستمر إلى ما بعد منتصف الليل، طرفاها إعلام خارجي إحترف اللعبة منذ أحداث يناير وحقق فوزاً كبيراً عندما أجج مشاعر المصريين تجاه نظام مبارك ولم يتوقف بعد تنحيه ليحول بعض الأحداث إلى فوضى، والطرف الثاني إعلام داخلي، ماضيه يشهد له بالاحترافية في نزاعات الوعي، وحاضره يؤكد أهمية مراجعة بعض أدواته ليكون فعلاً لا رد فعل.
خطاب النصر
طرفا النزاع يبذلان جهداً كبيراً للتأثير في وعي المصريين، الخارجي يستثمر الوضع الاقتصادي ويتسلل من خلال قرارات مؤجلة لكنها موجعة، والداخلي يراهن على رغبة المصريين في الاستقرار، ويحذر من محاولات إعادة إنتاج الفوضى، مؤكداً إنجازات تحققت، وأخرى بدأ العمل فيها.
الطرف الخارجي كان بحاجة إلى دعم بعد عزل الإخوان عن الحكم، فأنشأ فروعا للجزيرة في تركيا ولندن، لتتخذ نفس الأسلوب الذي تنتهجه الجزيرة، تعظيم السلبيات وغض الطرف عن الإيجابيات. والطرف الداخلي تم دعمه بعدة قنوات، كان شكلها أكثر إيجابية من مضمونها، حيث افتقدت بعض الأدوات المستخدمة في معارك الوعي.
خوفاً على مصر
تناسى طرفا النزاع أن الشعب المصري ودع مرحلة الفطام منذ سنوات، والذين تلاعبوا بوعيه في مهد أحداث يناير أفقدهم كذبهم مصداقيتهم، والمواطن الذي يعاني من تبعات ما حدث.. لن يسمح لا للجزيرة ولا لفروعها التلاعب بوعيه مرة أخرى. نفس الشعب.. لن يقنعه أصحاب الآراء المتحاملة عليه من الداخل، لذلك ينصت أكثر إلى كلام رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
محصلة النزاع على وعي المصريين تتلخص في مشهد لن يراه إلا من يتحلى بالموضوعية، نحن أمام مواطن يمر على إعلامه الداخلي، ولا يستطيع أحد إنكار مروره على ما يأتيه من الخارج، لكنه لا يجلس إلا أمام ما يتوافق مع قناعاته ويصدقه، وكاذب من يدعي أن إعلام الخارج أو الداخل قادر على تحريك الجماهير، فالجماهير التي ترغب في الاستقرار لن يحركها إلا شدة لم تعد تطيقها.
besheerhassan7@gmail.com
النزاع أشبه بمباراة يومية، تبدأ من التاسعة صباحاً وتستمر إلى ما بعد منتصف الليل، طرفاها إعلام خارجي إحترف اللعبة منذ أحداث يناير وحقق فوزاً كبيراً عندما أجج مشاعر المصريين تجاه نظام مبارك ولم يتوقف بعد تنحيه ليحول بعض الأحداث إلى فوضى، والطرف الثاني إعلام داخلي، ماضيه يشهد له بالاحترافية في نزاعات الوعي، وحاضره يؤكد أهمية مراجعة بعض أدواته ليكون فعلاً لا رد فعل.
خطاب النصر
طرفا النزاع يبذلان جهداً كبيراً للتأثير في وعي المصريين، الخارجي يستثمر الوضع الاقتصادي ويتسلل من خلال قرارات مؤجلة لكنها موجعة، والداخلي يراهن على رغبة المصريين في الاستقرار، ويحذر من محاولات إعادة إنتاج الفوضى، مؤكداً إنجازات تحققت، وأخرى بدأ العمل فيها.
الطرف الخارجي كان بحاجة إلى دعم بعد عزل الإخوان عن الحكم، فأنشأ فروعا للجزيرة في تركيا ولندن، لتتخذ نفس الأسلوب الذي تنتهجه الجزيرة، تعظيم السلبيات وغض الطرف عن الإيجابيات. والطرف الداخلي تم دعمه بعدة قنوات، كان شكلها أكثر إيجابية من مضمونها، حيث افتقدت بعض الأدوات المستخدمة في معارك الوعي.
خوفاً على مصر
تناسى طرفا النزاع أن الشعب المصري ودع مرحلة الفطام منذ سنوات، والذين تلاعبوا بوعيه في مهد أحداث يناير أفقدهم كذبهم مصداقيتهم، والمواطن الذي يعاني من تبعات ما حدث.. لن يسمح لا للجزيرة ولا لفروعها التلاعب بوعيه مرة أخرى. نفس الشعب.. لن يقنعه أصحاب الآراء المتحاملة عليه من الداخل، لذلك ينصت أكثر إلى كلام رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
محصلة النزاع على وعي المصريين تتلخص في مشهد لن يراه إلا من يتحلى بالموضوعية، نحن أمام مواطن يمر على إعلامه الداخلي، ولا يستطيع أحد إنكار مروره على ما يأتيه من الخارج، لكنه لا يجلس إلا أمام ما يتوافق مع قناعاته ويصدقه، وكاذب من يدعي أن إعلام الخارج أو الداخل قادر على تحريك الجماهير، فالجماهير التي ترغب في الاستقرار لن يحركها إلا شدة لم تعد تطيقها.
besheerhassan7@gmail.com