رئيس التحرير
عصام كامل

محمد يا رسول الله

كيف يكون الحديث على النبي، صلى الله عليه وسلم، وهل يستطيع بشر مهما بلغ من علم أن يصفه قدر حقه، إن أقلام الدنيا كلها لتعجز عن الوصف المستحق لخير خلق الله على وجه الأرض؛ لذلك يلجأ المحب إلى كلام من أقسم بالقلم – جل وعلا – في «نون والقلم»، إذ يقول تعالى في شأنه: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»..


وفي تلك الآية يقول القرطبي في تفسيره، قال ابن عباس ومجاهد: «على خلق»: على دين عظيم من الأديان، ليس دين أحب إلى الله تعالى ولا أرضى عنده منه، وفي صحيح مسلم عن عائشة أن خلقه كان القرآن، وقال علي رضي الله عنه وعطية: هو أدب القرآن، وقيل: هو رفقه بأمته وإكرامه إياهم. وقال قتادة: هو ما كان يأتمر به من أمر الله وينتهي عنه مما نهى الله عنه، وقيل: أي إنك على طبع كريم.

إذاعة القرآن الكريم من القاهرة
إن مسألة الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، هي عصب الإيمان ولبه وعماده، ذلك الحب الفياض عملا بالاقتداء والترجمة المتتالية يوميا في تتبع السلوك النوراني لحامل الرسالة المباركة، الذي طالما أدهشت عظمة تصرفاته الأعداء قبل الأتباع، فأخضعهم – صلى الله عليه وسلم – بسلطان الأخلاق وقوة المنطق وحجة العقل، إلى إعادة التفكير في مناهجهم الباطلة ومذاهبهم الواهية..

ففندت سنته أباطيل أولئك الذين أعماهم الباطل وطاش العناد بعقولهم التائهة في غي الضلال، فما كان ممن هداه الله منهم إلا أن رددها مدوية «لا إله إلا الله محمد رسول الله»؛ علينا أن نربي أنفسنا وأولادنا على النهج النبوي القويم والسنة النبوية الشريفة بأخلاقها العطرة، ليكون ذلك ترجمة ونقلا عمليا لذلك الدين القويم..

مدراء المدارس السائرون «بنور الله»
أما مسألة تناول أولئك الجهلاء المبطلين للمقام النبوي الشريف، فلا وصف لها إلا بأنها أشبه بحشرة حاولت الهجوم على بحر خضم وظنت الذبابة بأن بإمكانها إلحاق الأذى بالبحر.. إن السحاب لن يضرها النباح، والبحر لن يتأثر بحجر؛ فلتبقى نجوم الحق مضيئة في السماء، ويدفن الباطل في أعماق الأرض.
الجريدة الرسمية