رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا احتفى الرئيس بمسلسل الاختيار؟! (1)

الرئيس السيسي احتفى بأبطال مسلسل الاختيار في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة التي انعقدت مؤخراً احتفاء بنصر أكتوبر العظيم الذي أبدع صناعه وممثلوه في تجسيد بطولات جيش مصر وعملياته في سيناء التي أبلى فيها بلاء حسناً ورواها بدماء أبنائه، وأحرز بطولات كبرى ستظل مضرب الأمثال في الفداء والشجاعة، وقدم تضحيات هائلة للتصدي للإرهاب ودحر عناصره ما جعل الرئيس السيسي يعتبره عملاً فنياً غير مسبوق..


فعلى مدى سنين لم ينجح أحد في تقديم رسالة بنفس المستوى الذي ظهر عليه المسلسل، كما أن التناول الإعلامي لما يجري في سيناء لم يصل للناس بنفس مستوى مسلسل الاختيار داخل مصر وخارجها.. ورأيي أنه منذ سنوات لم تلتف العائلة المصرية حول الشاشة لمتابعة مسلسل بمثل ما اجتمعت وأجمعت على "الاختيار" .

كانت مؤامرة!
وهنا يبدو حتمياً –والكلام للرئيس السيسي- أن نسجل ما يحدث من نضال المصريين حفاظاً على بلدهم حتى ترى الأجيال الحالية والقادمة مقدار ما قدمه أبناء مصر من تضحيات لكي تحيا دولتهم في عزة وإباء.

المسلسل كان صادقاً وبسيطا وواقعياً ومن ثم فقد وصل بلا مبالغة إلى قلوب الجميع، رغم ما تضمنه من وقائع انطوت على قسوة وجرح لمشاعر المصريين الذين رأوا بأم أعينهم كيف أزهقت أرواح الشهداء دفاعاً عن ترابهم الوطني.. لكن الفكرة رائعة وعظيمة في حد ذاتها، ونجحت في تعظيم الشعور بالانتماء الوطني وخلدت بأحرف من نور تضحيات شهداء جيشنا وشرطتنا الأبطال.. ما يجعل هناك حاجة ملحة لمزيد من مثل هذه الأعمال الفنية التي تحفل بالقيم وتربي الأجيال الجديدة على العطاء وتبعدهم عن الإسفاف والابتذال اللذين غرقت فيهما الدراما على مدى سنوات وسنوات.

أوباما.. ومخطط سقوط مصر!
"الاختيار" ملحمة درامية فارقة نجحت بامتياز في تعرية الإرهاب وفضح داعميه، وتفنيد أفكاره وأسانيده وضلال عناصره المغرر بهم لصالح الآخر المتربص بنا..كما ألقم إعلام التحريض والسواد درساً في الموضوعية وقوة الرد والتأثير والإقناع بأبسط الأساليب وأكثرها سهولة في الوصول لقلوب الناس على اختلاف فئاتهم ومشاربهم.

المسلسل خلد ملحمة الأبطال من الضباط والجنود في سيناء، خصوصاً معركة "البرث" في رفح 2017 والتي أبلى فيها أبطالنا بقيادة العقيد الشهيد أحمد المنسي الذي أبلى ومن معه من رجال بلاء حسناً حتى نالوا الشهادة عن رضا ويقين.. كما اشتبك المسلسل بقوة وسلاسة مع أفكار جماعات التكفير، وقام بدحضها بمنطق مستساغ وحجج دامغة لاقت قبولاً كبيراً وأحدثت تأثيراً مدوياً لدى جمهور المشاهدين فاق عشرات من برامج التوك شو والكتب والمقالات.
ونكمل غداً.
الجريدة الرسمية