رئيس التحرير
عصام كامل

كانت مؤامرة!

إيميلات هيلاري كلينتون التي كشف الرئيس ترامب النقاب عنها نسفت ما كان يعتقده البعض بأن 25 يناير كانت ثورة بل على العكس أثبتت قطعياً أنها مؤامرة أمريكية إخوانية أريد بها تدمير مصر ومنطقتنا المنكوبة برياح الخريف العربي.. وفي ضوء ما تكشف من أسرار وحقائق فإنه كان لزاماً تقديم قيادات جماعة الإخوان للمحاكمة بتهمة التآمر والخيانة من جديد..


ذلك أن التسريبات فضحت تورط إدارة أوباما –كلينتون في رعاية تيارات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان لخلخلة استقرار المنطقة ودعم التحركات المشبوهة خلال 2011 والتي كانت بوابة لتوطن الإرهاب ليس في سيناء فحسب بل في الشرق الأوسط. التخريب هو القاسم المشترك في رسائل كلينتون التي جرى تسريبها، ذلك أن الوزيرة الأمريكية زارت قناة الجزيرة في مايو 2010 واجتمعت مع ممثلين للنظام القطري الذين عملوا على توفير التمويل اللازم لإشعال ما عرف بثورات الربيع العربي الذي اتخذوه ذريعة لكي يعيثوا فساداً في دولنا العربية ومارسوا دوراً لا يخفى في الإطاحة بنظام القذافي.

آن لكم أن تتواروا خجلاً!
كما فتحت هيلاري كلينتون الباب للقطريين لاختراق مصر وتقديم دعم لامحدود للإخوان مالياً حتى استطاعوا الصعود إلى سدة الحكم فيها، ومن بعدها في دول عربية أخرى انتهت بها الحال إلى العنف والتخريب والانقسام وتشريد شعوبها وهدم أركان تلك الدول بعد تفجيرها من داخلها فكرياً وثقافياً عبر منصات إعلامية تكرس للإرهاب وتدعمه بلا حدود. وفي سبيل تنفيذ ذلك المخطط تعاونت الدوحة مع الإخوان لإنشاء قناة فضائية بتمويل قطري وصل إلى 100 مليون دولار..

المدهش أن المملكة السعودية لم تسلم هى الأخرى من تلك المؤامرات لكنها وقفت حائلاً دون تمدد الإيرانيين في الخليج بدعم من أوباما. وفي رأيي أن تسريبات كلينتون لم تدهش المصريين ولم تصدمهم؛ ذلك أن طائفة منها جرى تداولها فيما بينهم بصورة أو بأخرى إلا أن الإفراج عن وثائقها رسمياً أسبغ عليها تأكيداً دفع عنها ظلال الشك والظنون..

أوباما.. ومخطط سقوط مصر!
ويحسب للمصريين دون غيرهم ما تمتعوا به من وعي كبير بحجم ما يحاك لهم من مؤامرات هدفها إسقاط دولتهم، وتفكيك محيطهم العربي الذي هو دائماً في مرمى الأطماع الاستعمارية منذ عقود وعقود.. ويبقى إن تسريبات كلينتون لها فائدة كبيرة تمثلت في زيادة مساحة اليقين بأن شعبنا نجح في حماية ليس مصر وحدها بل العالم أجمع من شر تنظيم الإخوان الأسود.
الجريدة الرسمية