رئيس التحرير
عصام كامل

قائمة "أولاد الناس الكويسين"

أعتقد أن الأحزاب السياسية المشاركة فى "القائمة الوطنية" لانتخابات مجلس النواب القادم، مطالبة بالخروج والإعلان عن مبرراتها فى اختيار عشرات المرشحين، الذين أثار وجودهم بالقائمة كثيرا من علامات الاستفهام، وجدلا واسعا فى كل دوائر مصر.


فبعيدا عن شبهة "المال السياسى" التى شابت عملية الاختيار، والتي لا أستطيع أن اؤكدها أو انفيها، فإن القراءة السطحية للقائمة، تؤكد أن اختيارات المرشحين بدت وكأنها تركة، أو كوته تم توزيعها على عائلات بعينها، مما يضع كل "الأحزاب" المشاركة بها في موقف اتهام.

ففى حزب الوفد العريق، لا أجد مبررا لدفع "بهاء الدين أبوشقة" رئيس الحزب، ورئيس اللجنة التشريعية فى البرلمان الماضى، والمعين حديثا في مجلس الشيوخ، بابنته "أميرة" ضمن القائمة الوطنية، كمرشحة عن الحزب فى القائمة الوطنية لقطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد.

قانون "ابن هرمة"
كذلك الأمر فى حزب حماة وطن، الذى دفع الفريق "جلال هريدي" رئيس الحزب، والمعين أيضا عضوا مجلس الشيوخ، بابنته "ميرال" كمرشحة عن الحزب ضمن القائمه الوطنية.

وتكرر الأمر فى حزب إرادة جيل، حيث دفع "تيسير مطر" رئيس الحزب، والمعين حديثا أيضا بمجلس الشيوخ، بنجله "محمد" كمرشح بالقائمة الوطنية، عن تنسيقية شباب الأحزاب.

فى الوقت الذى يخوض فيه "أشرف رشاد" الأمين العام لحزب مستقبل وطن، وعضو مجلس النواب المنقضى، انتخابات النواب ضمن القائمة الوطنية، بعد أن نجح في الدفع بشقيقه "محمد رشاد" نائبا بمجلس الشيوخ.

وبعد أن ضمنت "عائلة السادات" حجز مقعدين بمجلس الشيوخ بفوز "عفت السادات" وابن أخيه "سامح أنور السادات" نجل النائب السابق ورئيس حزب الإصلاح والتنمية "محمد أنور السادات، فقد نجحت العائلة فى الدفع ب "عباس أحمد عصمت السادات" كمرشح فى انتخابات النواب ضمن القائمة الوطنية، في الوقت الذي ينافس فيه "كريم طلعت السادات" على المقعد الفردي عن حزب مستقبل وطن بالمنوفية.

سحقا لمتطلبات المرحلة
وعلى ذات النهج سارت "عائلة بكرى" التى حجزت مقعدا بمجلس الشيوخ، بفوز "محمود بكرى" ضمن القائمة الوطنية للشيوخ، ودفعت بالنائب "مصطفي بكري" لخوض انتخابات النواب ضمن القائمة الوطنية، ووضع شقيقهما الثالث "عبدالحميد" كمرشح احتياطي له فى القائمة.

وكذلك الحال بالنسبة ل "عائلة الجارحى" التى دفعت ب "محمد الجارحى" عضو مجلس إدارة النادى الاهلى، كمرشح فى انتخابات النواب ضمن القائمة الوطنية، بعد أن نجح ابن عمه، وأمين حزب مستقبل وطن بمحافظة الفيوم "عبدالقادر الجارحى" فى حجز مقعد للعائلة بمجلس الشيوخ.

كما نجحت "عائلة طايل" بالمنوفية فى حجز مقعدين بالقائمة الوطنية، الأول للنائب بمجلس النواب المنقضى "فخري طايل" والثانى لشقيقته "شرين طايل".

كما نجحت "عائلة الضبع" بقنا فى حجز مقعدين بالقائمة الوطنية، والدفع بالنائب عن محافظة قنا بمجلس النواب المنقضى "محمود الضبع" وابنة عمه "غادة الضبع" كمرشحين للعائلة.

كما يخوض رجل الأعمال "حسام زكى" انتخابات النواب كمرشح لحزب مستقبل وطن بمحافظة القاهرة، بعد أن نحج شقيقه "ياسر زكى" فى انتزاع مقعدبمجلس الشيوخ، عن القائمة الوطنية.

حصانة للبيع
وفى مشهد يدعو للعجب، شهدت "القائمة الوطنية" أيضا الدفع بعدد من أبناء النواب السابقين، وكأن مقاعد البرلمان أصبحت ب"التوريث" حيث تم الدفع ب "سوسن حسن حافظ" ابنة النائب السابق حسني حافظ، عن حزب الوفد بالإسكندرية، والدفع ب "محمد علي الكيال" نجل النائب الراحل علي الكيال، ودفعت عن محافظة قنا بالمرشحة "رحاب عبدالرحيم الغول" نجلة النائب والقيادى السابق بالحزب الوطنى المنحل "عبدالرحيم الغول" ودفعت أيضا بالمرشح "مدحت الكمار" شقيق النائب السابق مصطفي الكمار عن محافظة القليوبية.

للأسف، الأحزاب المشاركة فى "القائمة الوطنية" مازالت تصر على تجاهل تساؤلات الشارع، وعلامات الاستفهام التى احاطت بكثير من المرشحين، وتكتفى فى "تبجح" بمناشدة "العلماء والخبراء والكفاءات" الذين كان من المفترض أن يكونوا ضمن القائمة، للاصطفاف صباح يوم الانتخابات، لتلبية الاستحقاق الوطني، ومنح أصواتهم ل "أولاد الناس الكويسين".

وليتنى كنت إان مسئول، أو ابن رئيس حزب، أو حتى ابن نائب سابق، كى يسعدنى الحظ وأكون مع "أولاد الناس الكويسين" فى "القائمة الوطنية".. وكفى.
الجريدة الرسمية