رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة تحت الطلب

الحراك الموجود في بعض القرى أعاد للأذهان ما حدث في يناير ٢٠١١، وبصرف النظر عن حجم هذا الحراك ودوافعه وتعامل الحكومة معه.. إلا أنه أصبح وجبة يومية في الإعلام المصري، حيث انتفض الإعلاميون معلنين أن ما حدث في السابق لن يحدث مرة أخرى..


والفوضى التي هددت استقرار مصر وما زلنا نعاني من تبعاتها لابد من إجهاضها، ويجب محاسبة المحرضين على هذا الحراك، ولابد من نشر الوعي بين الجماهير حتى لا يقعوا فريسة لدعوات تأتي من الخارج لتنال من مصر وتوقف قطار تنميتها.

التحذير من عودة الفوضى لم يأت فقط من الإعلاميين، لكنه امتد ليشمل شخصيات أغلبها نواباً في البرلمان، حلت ضيوفاً على البرامج، لينال حراك القرى منهم العديد من الاتهامات وصلت إلى حد العمالة والخيانة، وطالب الجميع ( مذيعين وضيوف ) بتفعيل القانون لردع المخربين.
خوفاً على مصر
لسنا معنين هنا لا بالحراك ولا بتعامل الحكومة معه، ولا حتى بكيفية تعاطي الإعلام معه والتي وصلت إلى حد المراهقة في بعض الأحيان، ما يعنينا هو القائمين على الاتصال من المذيعين والضيوف، فإذا كان لهذا الحراك أن يستمر فسيكون بفضل هؤلاء.

كيف لي أن أقتنع بمذيع هلل لما حدث في يناير ووصفه بالثورة وصفق للشباب في ميدان التحرير ولاذ بهم لينجو من محاباته لنظام مبارك وهتف ضد الجيش والشرطة، هذا المذيع هو نفسه الذي يهاجم الآن حراك القرى ويصف ما حدث في يناير بالفوضى!! كيف يقتنع المواطن بمذيع تحول أكثر من مرة إلى النقيض، ولماذا يعول صاحب القرار على مذيع لا يمتلك سوى آداتين هما السمع والطاعة بعد أن أفقدته تحولاته مصداقيته؟!

إذا كان ما يحدث في بعض القرى دعوات للتخريب فمن دفع بالمتلونين إلى الشاشة شريك في التخريب هو ومن دفع بهم، هؤلاء فقدوا صلاحية الإقناع حتى بين أسرهم، ولو أرسل مذيع لديه مصداقية كاميرا لقرية واحدة وعرض طلبات أهلها للنقاش واستجابت الحكومة لبعض المطالب لانتهى الأمر، لكنها المزايدة التي لا تخدم إلا مصلحة صاحبها. كذلك ضيوف البرامج، بعضهم هتف ليناير ونزل ميدان التحرير وهلل للإخوان وهتف ضد الجيش، ثم عاد ليصف ما حدث ويحدث بالفوضى.
حرفة القفز من المراكب
نريد أن نعرف.. هل ما حدث في يناير ثورة أم فوضى؟ أم أن ما حدث تحت الطلب.. ثورة إذا أردناها.. وفوضى إذا استدعى الأمر ذلك.
الفهلوة الإعلامية تؤجج حراك القرى، ويحد من تأثيره إطلالة لرئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء تحمل استجابة لمطالب البسطاء، وكم تمنيت أن تحمل أحاديث الإثنين للمواطنين جملة (الوسطاء الإعلاميون يمتنعون)
besheerhassan7@gmail.com
الجريدة الرسمية