رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر تفضح تركيا

كما كانت مصر ومواقفها وراء تودد تركيا لها مؤخرا ، فإن مصر كانت أيضا وراء إنهاء هذا التودد مبكرا والعودة للتهجم علينا من قبل وزير الخارجية التركى بعد الغزل السياسي لمستشار أردوغان بمصر، وإعلان أردوغان نفسه استعداده لفتح مفاوضات مع القاهرة..


فقد جمدت مصر اتصالات تمهيدية مع تركيا لرفضها فصل الملف الأمني عن الملف السياسي في العلاقات المصرية التركية، وإصرارها على عدة مطالب ترى أنها ضرورية ولا يمكن أن يحدث تحسنا في هذه العلاقات دون أن تستجيب لها تركيا..
سر الغزل التركى لمصر!
هذه المطالَب تتمثل في أن تتوقف تركيا عن توفير الملاذ الآمن والغطاء السياسي لعناصر من الإخوان مطلوبين أمنيا، ويستخدمون الأراضي التركية قاعدة للتهجم والتحريض على مصر، قيادة وشعبا، وضرورة تسليمهم لنا لمحاكمتهم على ما ارتكبوه من جرائم عنف.. وأيضًا أن توقف تركيا تدخلها في الشأن العربى، خاصة الشأن الليبى وتسحب قواتها وميليشياتها منها، وكذلك أن تلتزم تركيا في شرق المتوسط بالقانون الدولى الذي يحدد حقوق الدول التي تطل عليه في ثروات مياهه من الغاز والنفط.

ولأن الأتراك ليسوا جادين في إصلاح العلاقات المصرية- التركية، وليسوا راغبين في وقف تدخلهم في الشأن العربى، خاصة الشأن الليبى فإنهم ليسوا مستعدين لتلبية المطالَب المصرية، وبالتالى هم أرادوا مفاوضات ينفصل فيها الأمر الأمني عن الأمر السياسي..
تراجع أردوغان مؤقت
فكل ما كان يهمهم فقط هو الخروج من الحصار الذي وجدوا أنفسهم فيه في المتوسط، بعد إبرام مصر اتفاقا لتعيين الحدود البحرية مع اليونان، وايضًا بعد التضامن الذي حظيت به اليونان من الأشقاء الأوروبيين في مواجهة عمليات البلطجة التي تقوم بها تركيا، مع الاحتفاظ بدور في التطورات الليبية يمنحها فرصة للمساومة على غاز شرق المتوسط للحصول على نصيب منه.

ولذلك رفضت القاهرة أي مباحثات مع أنقرة دون إبداء استعدادها للتجاوب مع هذه المطالَب، وهو الأمر الذي أنهى مبكرا محاولات التودد التركية لمصر التي شارك فيها أردوغان ومستشاره.
Advertisements
الجريدة الرسمية