رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سر الغزل التركى لمصر!

ليست المرة الأولى التى يتغزل فيها مسئولون أتراك فى مصر بعد الإطاحة بحكم الإخوان، فقد تكرر ذلك من قبل أكثر من مرة.. لكنها المرة الأولى التى يشارك فيها الرئيس التركى بنفسه فى محاولات الغزل هذه بمصر وقيامه بالاستعداد بالحوار مع مصر..


بينما كان من قبل يتحدث عن إستحالة ذلك فى ظل وجود الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى.. وقد سبق ذلك إعلان مستشاره أن بلاده مستعدة لتوقيع إتفاق بحرى مع مصر.. فما سر هذا الإنقلاب فى الموقف التركى تجاه مصر على هذا النحو المفاجىء؟! 
تراجع أردوغان مؤقت
الأغلب إن ثمة أربع أسباب أساسية ومهمة وراء هذا الغزل فى الموقف التركى تجاه مصر.. السبب الأول منها يتمثل فيما شهدته الساحة الليبية من تطورات أجبرت تركيا عن التراجع عن المضى فى تنفيذ مخططاتها وتحقيق أطماعها فى ليبيا، وذلك بدء بالخط الأحمر الذى وضعه لها ولميليشياتها الرئيس السيسى، وهو خط الجفرة وسرت، وحتى إعلان السراج وقف إطلاق النار، وصدامه مع رجلها الأهم وزير داخلية الوفاق باشاغا، ثم إعلانه استقالته من رئاسة حكومة الوفاق وتسليم السلطة سلميا للمجلس الرئاسى والحكومة التى سيتم تشكيلها عبر التوافق بين الفرقاء الليبيين الذين بدأوا مفاوضات فى المغرب حول توزيع المناصب الرسمية.

والسبب الثانى يتمثل فى إن السراج فاجأها بقراره الاستقالة من رئاسة حكومة الوفاق، وهو القرار الذى لم تخف تركيا استياءها منه لأنه يضعف موقفها فى ليبيا، حيث يكشف هذا القرار شروخا فى جبهة رجالها فى ليبيا.. حيث اكتشف السراج  خلال أزمة خلافه مع وزير داخليته إنه ضعيف وليس هناك سند حقيقى له داخل ليبيا بشكل عام وطرابلس بشكل خاص، وهذا هو ما دفعه للتراجع وإلغاء قراره السابق بوقف وزير داخليته وإعادته لمباشرة مهام منصبه بعد أن إحتلت ميليشياته مدينة طرابلس وسيطرت عليها.. واختفاء السراج من المعادلة الليبية حتى فى ظل وجود رجال أخرين غيره لها فى ليبيا يضعف موقفها فيه.

أما السبب الثالث فهو فى الأغلب مرتبط بتقييم تركيا لوضع الإخوان الآن بعد الضربة الأمنية التى تلقتها جماعتهم وتنظيمهم الدولى والمتمثلة بإلقاء الأمن المصرى القبض على القائم بأعمال مرشدهم محمود عزت.. فإن هذه الضربة الأمنية كان وسيكون لها تداعياتها الكثيرة عى الاخوان، وبالتالى فإن الرهان عليهم من قبل تركيا لن يحقق لها ما كانت تأمله من قبل.. وبما أن أردوغان شديد الواقعية سياسيا فلا يوجد لديه ما يمنع من الحوار مع مصر التى كان لا يتوقف عن مهاجمتها وتمادى فى معاداتها.
مقامرة أردوغان
ثم يأتى السبب الرابع وهو يتمثل فى الضغوط التى تتعرض لها تركيا فى شرق المتوسط الأن من قبل دول الإتحاد الاوربى والذى يحضه الرئيس الفرنسي على إقرار مجموعة من العقوبات ضدها بسبب تحرشها عسكريا باليونان وقبرص.. وهكذا تركيا فى المتوسط شبه محاصرة أوربيًا الأن ولذلك تسعى بفتح حوار مع مصر حتى تجد مخرجا من هذا الحصار.. وقد إتضح ذلك بجلاء فيما قاله مستشار أردوغان حول الرغبة التركية فى توقيع إتفاق بحرى مع مصر .

وإذا كانت هذه هى الأسباب للتحول فى الموقف التركى تجاه بلادنا، فإن مصر انطلاقا من مبادئها سيكون لها شروطها لأى حوار مع تركيا وأهم هذه الشروط ما أعلنه وزير الخارجية سامح شكرى، وهو أن تتطابق تصرفات تركيا مع كلامها.. أى أن تتوقف عن التدخل فى الأمور الداخلية للدول العربية فى العراق وسوريا وليبيا، وتسحب قواتها وميليشياتها من أراضيها، وأن تحترم القانون الدولى فى شرق المتوسط،، وأن تتوقف عن توفير الملاذ الآمن والدعم والمساندة والغطاء السياسى للإخوان الذين يتآمرون ضدنا.
Advertisements
الجريدة الرسمية