مقامرة أردوغان
عاد أردوغان مجددا للتصعيد فى شرق المتوسط.. بعد توقيع اتفاق تعيين الحدود البحرية بين مصر واليونان قرر أردوغان استئناف عملية البحث عن الغاز فى شرق المتوسط، رغم أنه كان تحت ضغط أمريكى قد أوقفها قبل أيام قليلة مضت.. كما قرر أردوغان قيام القوات التركية بمناورات عسكرية بالقرب من جزيرتين يونانيتين، وهو الأمر الذى أدى إلى أن تستنفر اليونان بدورها قواتها العسكرية.
وحتى الآن لم يلق
هذا التصعيد التركى الخطير الذى يهدد السلم والأمن فى منطقة المتوسط أى رد فعل أمريكى،
ولو على سبيل الاحتجاج الدبلوماسى التقليدى.. بينما اكتفى الأوربيون بتصريح لوزير خارجية
اتحادهم يحذر فيه من التصعيد التركى..
وهذا من شأنه أن يجعل أردوغان يتمادى فى تصعيده
وعربدته فى المنطقة.. بل يمكن أن نستنتج أيضا احتمال قيام أردوغان بالتصعيد فى ليبيا
أيضا، من خلال دفع الميليشيات المسلحة التى يرعاها فى غرب ليبيا لمحاولة اقتحام سرت
والجفرة، أو على الأقل إظهار التأهب للقيام بذلك.
فقد جاء الاتفاق
المصرى اليونانى الخاص بتعيين الحدود البحرية ليدمر ما استند إليه أردوغان فى تحقيق
أطماعه فى غاز شرق المتوسط، ولذلك جن جنونه ولم يجد أمامه سوى ممارسة البلطجة السياسية
والعسكرية لتحقيق هذه الأطماع.. وهذه الحالة يمكن أن تقود الرئيس التركى إلى ممارسة
التهور.. ولن يوقفه عن ذلك إلا إذا وجد ردعا أوربيًا ورفضا أمريكيا واضحا، وحتى الأن
ليس ذلك موجودا بقدر لكبح جماح تهور أردوغان..
ماذا تفعل منظمة الصحة العالمية ؟!
اللهم إلا إذا أصبح ماثلا وقريبا احتمال حدوث صدام عسكرى بين اثنين من دول الناتو، وهما تركيا واليونان، فإن الأمريكان ومعهم الأوربيين يصعب أن يغامروا بحدوث ذلك، لأنه سوف يخصم من مكانة هذا الحلف العسكرى الغربى الذى قاموا بإنشائه لمواجهة الاتحاد السوفيتى السابق من قبل، ويعتمدون عليه الآن فى مواجهة روسيا والصين أيضا.