الإعلام ومدرب الزمالك !
حادث هروب المدير الفنى لفريق كرة
القدم بنادى الزمالك جاء كاشفا بشكل يثير الأسى لحالة الضعف المهنى الذى أصاب إعلامنا..
فهذا الحادث تتوفر فيه كل الشروط التى تحض الإعلام على الاهتمام به وسبر غيره وكشف
حقيقته..
فهو حادث مفاجئ وغامض مثير لاهتمام قطاع كبير من الناس، سواء مشجعى نادى
الزمالك أو حتى غيرهم من الأندية.. غير أن ما قدمه الإعلام ليلة أمس وحتى اليوم للمشاهدين
والمستمعين حول هذا الحادث كان مجرد استنتاجات خاصة، واجتهادات شخصية لتفسير ما حدث
وكيف حدث ولماذا حدث، دون تقديم معلومة واحدة تم التحقق منها والتأكد من صحتها..
ماذا ينقص إعلامنا؟
طوال ليل أمس كان كل ما قدمه الإعلام حول الحادث وحتى الآن
هو الرغى والكلام المكرر الممل.. وهذا للأسف هو الغالب فيما يقدمه إعلامنا حول ما يشغل
بال الناس والقضايا والأمور التى تهم الرأى العام.. وهو ما يكشف أحد الجوانب المهمة
والأساسية لمشكلة إعلامنا، وهى مشكلة تراجع ونقص المهنية، بل ربما عدم تواجدها أساسا..
وهذا لا يقتصر فقط على الإعلام الرياضى، وإنما للأسف الشديد يشمل كل ألوان
الإعلام، ربما باستثناء إعلام الطبخ الذى يقدم معلومات لشريحة محدودة من السيدات حول
مأكولات لا يعرف بأمرها الأغلب الأعم من نساء مصر!
إن أهم واجب للإعلام هو أن يقدم المعلومات السليمة والصحيحة للناس، لا
رأى أو استنتاجات المذيع أو مقدم البرنامج
أو حتى معد هذا البرنامج.. وأمس افتقد الناس معلومة واحدة تزيد عن معلومة فسخ المدير
الفنى لفريق كرة القدم لنادى الزمالك عقده بعد أن دفع الشرط الجزائى فى هذا العقد،
رغم محاولات النادى الاحتفاظ به على الأقل حتى تنتهى بطولة أفريقيا..
وهذا للأسف الشديد يتكرر حدوثه فى أحداث أخرى عديدة وغير رياضية بسبب تراجع أو إفتقاد المهنية فى إعلامنا.. ولقد بحت أصواتنا للتنبيه لخطورة ذلك، لأننا نترك الرأى العام فريسة سهلة لمن يريد تضليله وغشه وخداعه وإثارة الفتن الاجتماعية والسياسية.