حرب بسيف السوشيال ميديا!!
أن يتحول الإعلام الرسمي إلى تابع ذليل للسوشيال ميديا، ويصبح غير قادر على الفعل، ويمضي في طريق المفعول به، دون أن يكون صاحب رؤية تطرح ما يجب أن يكون على ساحة الحوار الوطني فهذا هراء ما بعده هراء.
أن تموج الساحة من حولنا بعديد القضايا الجادة، ويمتحن الوطن في قدراته وإمكانياته ومستقبله، ليصبح الإعلام الرسمي مجرد لاهث وراء هاشتاج فهذا هو العار بعينه.. أن تحارب مصر قضيتها المستقبلية، وتطرح قضايا الحريات والأمن القومى ومستقبل وطن بحجم مصر ويداعب الإعلام مجرد تريند يطلقه هواة فهذه هي الكارثة التي تحيق بنا دون أن ندرى.
عندما كانت الصحافة صاحبة جلالة
أن يصبح الإعلام الرسمي للدولة مجرد مطارد للسوشيال ومتأثر بها دون أن يؤثر فيها، ودون أن تكون له الغلبة، فيما يجب أن نطرحه على مائدة الوطن والمواطن فهذا هو العبث. أن تكون البلاد بكل عتادها وجيشها يحاربون معركة المصير ضد الإرهاب في سيناء وغيرها، وتتحول قضية سيدة القطار لتصبح هي الشغل الشاغل للإعلام وغيره، ونرى وزراء يكرمون ووزراء يتابعون وآخرون منهمكين فيما لا يجب أن يكون فهذا هو العيب والشوم كما يقولون.
وطن يمتحن في صلابة الطبقة المتوسطة، ويختبر في قدرته على المواجهة، وإمكانيات شعبه على الصبر، ولا يجد المواطن أمامه إلا تذكرة قطار لجندى، وسيدة فاضلة تتصرف تصرف الإنسان العادى، ويصبح ما فعلته ليس عاديا، ويتحول إلى أمر خارق فهذه هي الهشاشة والضعف والوهن.. أن يغلى الوطن بقرارات الهدم غير المنطقية، ونحن نشاغل أنفسنا بهاشتاج ساذج تديره جماعات أكثر سذاجة، فهذا هو الإهدار الحقيقي لمقدرات الوطن والمواطن، وتحويل دفة الأمور ليديرها غيرنا، ونحن خلفه لاهثون.
لا تخوين ولا تهوين
إن قضايا البلد التي تحتاج إلى نقاش جاد وفعال ما أكثرها وما أعمقها.. قضايا الإنتاج والزراعة والصناعة والتعليم والصحة..قضايا الثروة العقارية وغياب الدولة لأربعين سنة ثم استفاقتها غير المنطقية، لتقرر الهدم بلا وعى ولا حرص على تلك الثروة. قضايا الوجود بعد أن طفت على السطح دول تخطط للنيل من مكانة مصر وقدرات مصر ودور مصر، نراها أكثر إلحاحا من سيدة القطار بل ومن قطار السيد وزير النقل.
الأوطان لا تبنى بالجري وراء السوشيال ميديا، ولا تنهض باللهث وراء هاشتاج أو صناعة ترند أو العبث، واعتبار اللجان الإلكترونية هي الملاذ وهي السلاح وهي الهدف وهي الغاية.
السوشيال ميديا ليست صندوقا للتصويت من خلاله يرحل الرئيس أو يبقى.. عيب وألف عيب أن تسخر إمكانيات دولة تخوض حربا ضروسا لألعاب الفيديو جيم!!