عندما كانت الصحافة صاحبة جلالة
أثارت صديقتي ورفيقة الدرب الصحفية الدءوبة ثناء الكراس في نفسي شجونا، عندما قدمت لي موضوعا صحفيا نشر بجريدة الأحرار عام ١٩٧٩م، حول قصة ما قدمه الكاتب الصحفى الكبير الراحل علي حمدي الجمال رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، وقد أدهشني رأيه السديد حول قضية الديمقراطية، عندما تحدث عن غياب الديمقراطية من الحياة المصرية عقب ثورة ١٩٥٢، وتداعيات ذلك على الصورة العامة في البلاد.
كان الجمال يرى أن
هذا الغياب أدى إلى ظهور طبقة ممن أسماهم أهل الثقة وغياب أهل الخبرة، فكان على أثر
ذلك تسلل الحقد إلى قلوب المظلومين، وكان يرى أن الحديث عن الديمقراطية حديث ممتد ولا
ينتهي، لأننا لا نتحدث عن المفاهيم، وإنما عن الممارسة والخطأ ومن ثم تصحيح المسار.
رأس المال والمجتمع
والملف الثاني في
حياة الجمال عندما أثارت جريدة الأحرار في ذلك الوقت قضية استدعاء الصحفيين لجهات التحقيق
عبر أجهزة الشرطة، باعتبارها وسيلة غير كريمة وانضم للأحرار في ذلك الوقت رئيس لجنة
تنظيم الصحافة على حمدي الجمال، وكان المستشار إبراهيم القليوبي هو من يشغل منصب النائب
العام..
فشكل لجنة من عدد من الصحفيين وأعضاء في النيابة ونيابة أمن الدولة العليا وخلصت
اجتماعاتهم إلى صدور كتاب دوري من النائب العام، يقضي بضرورة وجود أحد أعضاء مجلس نقابة
الصحفيين في أي تحقيقات في جرائم النشر.
كان للصحافة بلاط
ودور وطني، وكان المناخ العام قد سمح لها بهذا الدور، وتأثر به وأثرت فيه فكانت صوت
من لا صوت له.