لا تخوين ولا تهوين
يقول الوزير إن طلب
الرئيس كان أصعب ما مر به في حياته، وأنه أقسم بينه وبين نفسه ألا يفعل ما طلبه الرئيس
منه، وأنه لن يشارك في هذا القرار الذي اعتبره جريمة في حق وطنه وفي حق نفسه.
يقول الوزير: بعد
أن نطقت بقسمى الغريب والشاذ تصورت أن الرئيس سيصدر قرارا بإقالتى فورا، غير أن المفاجأة
كانت في رد السادات.. ضحك الرئيس قائلا: وماله خلى الإسرائيليين يعرفوا إن فيه في الحكومة
ناس رافضاهم، وقرر الرئيس اللجوء إلى وزير آخر وبالفعل خصصت قطعة الأرض المطلوبة.. لم يخوِّن الرئيس وزيره ولم يعتبره خارج النص،
ولم ير أن الوزير متمردا ويجب عقابه.
لماذا نرى في الرافضين
للكيان المحتل أعداء؟ ولماذا نصف من يرفض وجود الدولة العبرية من الأساس بأنه عدو السلام
وخائن ويجب التحقير من شأنه ومطاردته في رزقه وأهله وأمنه؟
علموا أولادكم كراهية الصهيونية
من حق البعض أن يساند
القرار الإماراتى بمبرر أنه أوقف ضم أراض إلى الكيان المحتل، ومن حق آخرين أن يرفضوا
الاتفاق من أساسه، ويعتبروه هدية بلا مقابل.
تباين الآراء والأدوار
من مناطق القوة التى لا يجب على صاحب القرار أن يمنعها أو يحول دون تفاعلها في المجتمعات
العربية.. أليست هذه هي الدول التي عاقبت حكومة مصر في قرارها بتوقيع اتفاقية سلام،
ووصفت الاتفاقية بأنها خيانة للقضية؟ ماذا حدث بين عامي ١٩٧٩ وبين ٢٠٢٠م؟
أليست
مصر أول دولة توقع اتفاقية سلام مع الكيان المحتل، ومع ذلك ظل شعبها يمثل الجدار الأقوى
ضد التطبيع، فلماذا يستكثر البعض على الشعوب العربية أن تمارس حقها في دعم القضية الفلسطينية
برفض وجود الكيان من أصله؟
مقاتل فى الحياة
من حق الناس أن تعترض،
ومن حقها أن تدعم الموقف الإماراتي، ولكن ليس من حق أحد أن يوجه تهمة الخيانة لطرف
ما، فما فعلته الإمارات يقدر في محيطه ودلالاته، والدلالات تستقى من وقائع حياتية يعيشها
الشعب الفلسطيني.
من حق الإمارات أن
تدافع عن قرارها باعتبارها دولة ذات سيادة، ومن حقنا أن نعترض ونحتج وندعم قضيتنا بطريقتنا، وأن يكون وازعنا في ذلك أن تباين المواقف بين شعوبنا وحكوماتنا هو العنوان الأعرض في
تاريخنا.