السد العالى.. وذكرى رحيل الزعيم
يأتى شهر سبتمبر ويحمل لنا العديد من الأحداث المؤلمة، ففى 28 من سبتمبر 1970، فقدت الأمة العربية الزعيم جمال عبدالناصر، وفى لحظة شديدة الدراما رحل بعد أن قام بتوديع أمير الكويت، آخر الزعماء العرب الذين كانوا فى مصر لإيقاف مذبحة أيلول الأسود فى الأردن..
ويومها اجتمع فى مصر جميع الحكام العرب باستثناء الرئيس هواري بومدين الرئيس الجزائرى اعتراضا ورفضا للموقف الأردنى، رحل عبدالناصر وأعتقد كان رحيله هو نهاية مرحلة مهمة فى تاريخ مصر والوطن العربى، مات عبدالناصر وماتت ثورة 23 يوليو 52..
حضارة مصر فى مواجهة غطرسة وإجرام أمريكا
مات عبدالناصر ومعه تم دفن الحلم العربي بالوحدة، ومن أحداث سبتمبر هو اعتقال كل المعارضين للسادات فى 1981، والذين وصل عددهم إلى ما يقرب من ألف وخمسمائة من كافة الاتجاهات، اليسار واليمين والاسلام السياسى، وكان هذا من أسباب اشتداد الاحتقان فى الشارع، وتم اغتيال السادات على يد الإسلام السياسى الذى دعمه السادات بكل ما يملك للتخلص من اليسار.
وفى ذكرى رحيل الزعيم
جمال عبدالناصر سأذكر عملين جديرين مهمين وخالدين، الأول وعلى لسان الدكتور حلمى الحديدى
وزير الصحة الأسبق وأحد رجال مصر العظام يقول: قامت ثورة يوليو بعمل مشروع رائع وهو
بناء وحدات مجمعة فى 2500 قرية فى عام وعدة أشهر، الوحدة المجمعة عبارة عن مدرسة، مستشفى،
ووحدة محلية وزراعية، وكان هذا رد اعتبار للريف الذى كان محروما تماما من أى خدمات
قبل الثورة.
ويضيف الحديدى: هذا حدث فى الخمسينات فى حين إنه لم يتم بناء مستشفى فى
مصر من 1970 وحتى توليت وزارة الصحة فى بداية الثمانينات، ووجدت أن مستشفى الهلال الموجودة
فى رمسيس متوقف العمل فيها فقررت استكمالها.
الحادث الثانى هو
السد العالى، الذى تم الانتهاء منه تماما فى 23 يوليو 1970، بعد عشر سنوات من العمل
والعرق، قدم المصريون فيها ملحمة تاريخية سجلت كأنصع صفحة فى تاريخ مصر الحديث، والمعروف أن السد العالى كان ينتج 75 % من الكهرباء فى مصر عام 1970..
السد العالى الذى اختير كأحسن مشروع هندسى فى القرن العشرين، وهو المشروع الذى قال عنه مرشد الإخوان الاسبق عمر التلمسانى إنه المشروع النكبة على مصر، بل وطلب هدمه، السد العالى المشروع الذى جندت صحيفة الوفد فى بداية الثمانينيات صفحاتها وفى حملة منظمة للتقليل من قيمة السد العالى وأنه مشروع كلف مصر الكثير بلا مبرر، ويأتى الرد من السماء عندما كان كاد النيل أن يجف، فى النصف الأخير من ثمانينات القرن الماضى، لينقذ مصر من العطش، وينقذ الزراعة من الموت..
ليعترف كل أعداء الخير لمصر إن السد العالى كل
يوم يزداد قيمته ويزداد خيره على مصر ليكون السند والأمان لمصر ضد كل مخاطر الطبيعة،
وحتى هذه الأيام ومع الفيضان الذى أغرق الخرطوم، ودمر قرى بأكملها فى السودان، كان
السد العالى يستقبل هذه المياه ويتم التعامل معها لتكون وفرا لوقت الحاجة إليها.
فى ذكرى رحيل الزعيم
جمال عبدالناصر ( 28 ستمبر 1970 ) أتذكر له هذين العملين الرائعين، الاهتمام بالريف
القرية المصرية التى حرمت من كل اهتمام من الدولة المصرية قبل ثورة يوليو، ومشروع السد
العالى الذى تتزايد كل يوم قيمته.
رحم الله الزعيم
جمال عبدالناصر أبو الغلابة، عاش ومات من أجل المواطن البسيط فأطلق التعليم المجانى
وبنى المصانع لخلق فرص عمل، وتحرير القرار الوطنى من أى ضغوط أجنبية.
تحيا مصر.. تحيا
مصر.. تحيا مصر.