الأشقاء والسد الإثيوبى!
كان هناك دوما سؤال
يبحث عن إجابة فى قضية السد الإثيوبى يتعلق بموقف بعض الأشقاء العرب الذين تربطهم بإثيوبيا
علاقات ومصالح اقتصادية ولم يفكروا فى استخدام هذه العلاقات والمصالح لحث إثيوببا على
التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان حول تشغيل وملء السد لضمان عدم تعرضهما لأضرار فادحة
ونقصا كبيرا فى مياه النيل..
وهذا السؤال لابد
وأنه صار ملحا الآن ليس فقط بسبب استمرار التعنت الإثيوبى فى المفاوضات التى يرعاها
الاتحاد الافريقى، وإنما أيضا بعد أن بادرت واشنطن باتخاذ إجراء عقابى ضد إثيوبيا تمثل
فى تجميد نحو مائة مليون دولار من المساعدات الاقتصادية الامريكية لإثيوبيا بسبب هذا
التعنت.
أليس الآن هؤلاء الأشقاء العرب مطالبين على الأقل بمحاكاة
الموقف الأمريكى تجاه إثيوبيا والمبادرة باتخاذ موقف لحثها على أن تتخلى عن تعنتها
فى مباحثات السد؟.. نعم لقد تضامن هؤلاء الأشقاء فى إطار الجامعة العربية مع مصر والسودان
وأيدت مواقفهما.. لكن هذا مجرد كلام فقط يحتاج أن يقترن بأفعال، خاصة وأن هؤلاء الأشقاء
فى مقدورهم الإتيان بالأفعال..
فهم فى مقدورهم تجميد
استثماراتهم فى إثيوبيا أو ربط استمرارهم بهذه الاستثمارات بتخلى إثيوبيا عن تعنتها
فى المفاوضات التى توقفت ولا يعرف مصيرها بعد أن أخفقت مثلما سبقها من مفاوضات طويلة
حول السد.
معا فى مواجهة إثيوبيا
لقد فعلتها أمريكا
وجمدت قدرا من مساعداتها الاقتصادية لإثيوبيا بسبب هذا التعنت الإثيوبى فى مفاوضات
السد وليس من المقبول ألا يجاريها على الأقل هؤلاء الأشقاء العرب فى موقفها ويتخذون
مواقف عملية مماثلة لمساندة مصر والسودان فى مفاوضات السد.. أما المساندة الكلامية
فلا تفيد ولا تجدى.