رئيس التحرير
عصام كامل

معا فى مواجهة إثيوبيا

ثمة سؤال ما زال يطرحه كثيرون يتعلق بأزمة السد الاثيوبى، وهو: ما هى أوراق الضغط التى نملكها لإلزام اثيوبيا على التوصل إلى إتفاق ملزم بخصوص ملء وتشغيل هذا السد بما لا يلحق ضررا جسيما بِنا؟..

 

وقد تتعدد الإجابات حول هدا السؤال، ولكن يبقى ما يجمع ما بين هذه الاجابات المختلفة والمتنوعة أمر واحد يتمثل فى وحدة موقف مصر والسودان.. فإن توافق مواقف البلدين هو أكبر ورقة ضغط على اثيوبيا..

 أسئلة اتفاق ابراهيم!

ولذلك فان التطور الايجابى الذى تشهده العلاقات المصرية السودانية الأن أمر طيب ومهم لكل من البلدين بشكل عام، وأكثر اهميةَ لهما فى أزمة السد الاثيوبى التى إزدادت حدة وتفاقمت نتيجة التعنت الاثيوبى وما تضمره من رغبة فى السيطرة على النيل الأزرق، والتعامل معه وكأنه نهر إثيوبي وليس نهرا دوليا، وبالتالى التحكم فى مياهه.


ومن هنا فإن أى جهد يبذل مصريا لدعم وتقوية العلاقات المصرية السودانية هو أمر يتعين الترحيب والإشادة به والتأكيد على أهميةَ استمراره، بل وتزايده أكثر.. فهو سوف يفيد كلا من البلدين والشعبين وسوف يضاعف من نفوذهما فى محيطهما الاقليمى، خاصة فى القارة الافريقية، وبصفة خاصة سيراكم ضغوطا مكثفة على اثيوبيا حتى لا تتمادى فى تعنتها فى أزمة سدها، وذلك بعد أن استفادت كثيرا لوقت طويل اثيوبيا من التباعد السودانى عن مصر خلال سنوات حكم البشير الذى أتاح لها تلاعبا ومماطلة فى المفاوضات الثلاثية والتهرب من تنفيذ اتفاق ٢٠١٥.

نحن والأفارقة والمصالح !
وبهذا المعنى فان الزيارة التى يقوم بها رئيس الحكومة المصرية للخرطوم اليوم هى زيارة مهمة، خاصة وأنها لا تقتصر فقط على تنسيق المواقف المصرية والسودانية فى مفاوضات السد الاثيوبى التى سوف تستأنف بعد أيام، وإنما تسعى لتوطيد العلاقات المصرية السودانية، سياسيا، واقتصاديا فى شتى المجالات. 

الجريدة الرسمية