إعلام الفتن.. الرياضة نموذجاً!
الواقع يقول إنه لا حاجة إلى وجود أقسام جديدة للصحافة والإعلام في جامعات مصر كلها ما دامت هناك كلية إعلام عريقة بالقاهرة.. فمصير خريجي مثل تلك الأقسام هو البطالة والانخراط في أعمال أبعد ما تكون عن مجال دراستهم التي سهروا الليالي في تحصيلها..
سعياً لنيل وظيفة إعلامية ذهبت بكل أسف لمن ليسوا أهلاً لها ولا هم يملكون حساً إعلامياً أو صحفياً ولا موهبة ولا قبولاً جماهيرياً، هو أوجب واجبات العمل الإعلامي.. أما من يحظون بمثل تلك المواهب فهي لا تستغنى عن العلم الذي يثقلها وينميها ويضعها على الطريق الصحيح.
أما غير ذلك فنتائجه معروفة: تدني الثقافة والأخلاق ونشر الإحباط وعزوف الناس عن ساحة الإعلام التي تعج بوجوه كثيرة لا جمهور لها ولا فكر ولا مقومات إلا النعيق والزعيق، ولا غاية إلا حصد الشهرة وتأمين المصالح الخاصة على حساب الوطن..
وبعد أن كان إعلامنا يشار إليه بالبنان تحول بفضل هؤلاء الدخلاء إلى فضاء يموج باللت والعجن والدجل والشعوذة وافتعال معارك وهمية وترويج فضائح المشاهير وخناقاتهم وفتاوى الفتن المنافية لقيمنا الأصيلة، وهتك الحرمات وانتهاك الخصوصيات وتهويل نقائص المجتمع وكشف عوراته..
فهل يرضى أحد مثلاً بما يثيره الإعلام الرياضي من فتن وعصبية وانقسام.. وهل نحن راضون بمحتوى إعلامي يغلب عليه الحشو الذي يضر أكثر مما ينفع ويشوه صورة الدولة والشعب جراء غياب الفكر الهادف إعلامياً..
والقادر على صياغة رؤية خلاقة وتبني واجبات الوقت وأولوياته القصوى مثل القضاء على الأمية وانحطاط الأخلاق ومحاربة الظواهر السلبية كالإدمان والعنف خاصة الأسري، وتحقيق زيادة حقيقية في الإنتاج وتكريس قيم الولاء والانتماء للوطن.