رسالة إلى أصحاب العقول
نحن في زمن غابت
فيه القيم الإنسانية النبيلة وأشرفت مكارم الأخلاق على الانهيار وغاب الإحسان في المعاملات
بين الناس، وأصبحت الفظاظة وسوء المعاملات سمة من سمات العصر.. قطعت الأرحام إلا ما
رحم ربي، وساءت المعاملات بين الأزواج حتى تفشى الطلاق وخرب الكثير من البيوت وتشرد
الكثير من الابناء والاطفال الذين لا ذنب لهم سوى الآباء والأمهات.
فحولوا أبناءهم إلى
قنابل موقوتة شديدة الخطورة على المجتمع وفرائس
سهلة للمجرمين.. واتبعت الأهواء والغرائز والشهوات. وأصبح الكثير من الناس كالأنعام
بل هم أضل سبيلا كما وصفهم الله تعالى في قرآنه.. وسيطر اللهو على عقول الكثيرين من
الناس. وظهر التقليد الأعمى لصيحات الغرب تلك الصيحات الضالة المضلة المدفوعة بتيارات
الأهواء والغرائز والشهوات والمغرضة بقصد الانفلات
الأخلاقي..
لأهل البيت وللصالحين حرمة
وظهرت وسائل التواصل
الاجتماعى وهي من صنع الصهاينة الملاعين وهي أخطر وسائل اللهو وهي سلاح ذو حدين يحمل
الجانب المفيد والجانب السيئ وهذا من مكرهم فهي بمثابة السم المدسوس في العسل، بما يعرضه
من إباحات وشذوذ وفيديوهات جنسية مثيرة تخاطب الغرائز والشهوات في النفوس وخاصة نفوس
النشء والشباب حتى يقضى على قيم وأخلاق ديننا الحنيف في نفوسهم ويصنع نشأ وشباب ضائع
لا دين عنده ولا قيم ولا أخلاق عابدا لشهواته وغرائزه..
هذا وكم أرشدنا الحق سبحانه وتعالى إلى السبيل إلى
الحياة الكريمة الطيبة في الدنيا والآخرة. من ذلك قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ
الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).. وأعتقد إن هذا ضمن
المخطط الصهيوني الغربي لإضعاف الأمة وهلاكها، وللأسف نقلد التقليد الأعمى..
هذا وعلى أثر ذلك
كله.. قد تخلف المجتمع الإسلامي عن الركب الإنساني الكريم بعدما كان في مقدمة الأمم
في السلوك والحضارة والأخلاقيات. وأصبح أصحاب القيم والفضيلة في مؤخرة الركب غرباء
بين أفراد مجتمعهم وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله إذ قال: "بدأ
الإسلام غريبا وسوف يعود غريبا فطوبى للغرباء"...
يؤذن المؤذنون في
بيوت الله تعالى للصلاة التي هي عماد الدين والركن الركين والصلة والوصل والاتصال بالخالق
عز وجل فلا يستجيب إلا القلة القليلة..
فعندما تذاع مباراة
للكرة تجد الكل يجتمع ويشاهد وتتعالى أصواتهم وصراخهم أثناء المشاهدة وللأسف قد أصيب
معظمهم بالتعصب الأعمى الذي لا يتفق مع مفهوم الرياضة الصحيح وهو الرياضة أخلاق وقد
يؤدي هذا التعصب إلى الخصومة والكراهية والمشاحنات
والعراك..
أعتقد أن السبب الرئيسي
من وراء ذلك كله هو ابتعادنا عن منهج ديننا الحنيف ونبذنا لكتاب الله تعالى الكريم
وتركنا لسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهديه القويم.. نعم تركنا منهج
الله تعالى القويم واتبعنا خطوات الشيطان ذلك العدو اللدود الحسود والذي حذرنا الله
تعالى منه بعدما أظهر لنا عداوته وكيده، من ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي
مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ).. ويقول سبحانه وتعالى: (أَلَمْ أَعْهَدْ
إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ
مُّبِينٌ)..
هذا ولقد حذرنا الله
تعالى من اتباع هوى النفس ونهانا عنه حيث يقول تعالى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا
قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).
هذا ومن يعرض عن
طاعة الله تعالى وذكره يجعل الله تعالى معيشته كلها أكدار وبؤس وضيق وشقاء وهم وغم
وكرب وحزن.يقول تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ).. وفي حق أهل الإيمان والصلاح يقول جل
جلاله: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ
أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).