لأهل البيت وللصالحين حرمة
رسالة الإسلام هي الرسالة الجامعة لمكارم الأخلاق وهي رسالة حب وكمال وأدب وعلى رأس الأدب الأدب مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته والأولياء والصالحين هذا، ولا شك أن للإنسان بصفة عامة حرمة يجب أن تحترم وللأولياء والصالحين حرمة خاصة وخاصة أهل بيت النبوة الأطهار فقد خصهم الله تعالى في كتابه العزيز بالذكر والتكريم والرحمة فقال تعالى (رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ).. وقال سبحانه (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)..
ويقول جل جلاله (سَلَامٌ
عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ) ولما كان لهم من المنزلة
والمكانة عند الله تعالى ولكونهم موضع نظر الله عز وجل ورحماته في الأرض قد جعل سبحانه
وتعالى مودتهم فرض على الأمة بأسرها حيث يقول تعالى (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا
الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ).. وجعل سبحانه هذه المودة بابا للفضل الإلهي حيث قال
سبحانه: (وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا)..
وفيهم يقول الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آله: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وعترتي
أحب إليه من عترته وأهلي أحب إليه من أهله وذاتي أحب إليه من ذاته).. ويقول أيضا (أهل
بيتي كسفينة نوح في أمتي من ركبها فقد نجا ومن تخلف عنها فقد هلك).. ويقول صلى الله
عليه وسلم وعلى آله أيضا (أحب الله من أحب حسينا.. أي الإمام الحسن والإمام الحسين)..
هذا وقد جعل الله
لهم ذكر في الصلاة التي هي عماد الدين والتي هي صلة مباشرة بين العبد وربه تعالى..
ومعلوم أن الصلاة نصلي فيها على سيدنا رسول الله وأهل بيته ولا تصح الصلاة إلا بالصلاة
على النبي وأهل بيته وفي ذلك لمن يعقل ويفهم إشارة إلى مكانة ومنزلة الرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأهل بيته وهي بمثابة شفاعة مقدمة من العبد لله عز وجل لما يعتليه من نقص في صلاته وغفلة وسهو
وعدم حضور القلب..
هذا ومعلوم أن صلاة الجنازة لا تصح إلا بالصلاة على النبي الكريم
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وعلى آل بيته الأطهار في التكبيرة الثانية وهي أيضا بمثابة
شفاعة تقدم بين يدي الله تعالى للمتوفي.. إذا لا تصح صلاتنا إلا بالصلاة على النبي
وأهل بيته.. ولا نقابل ربنا بعد الموت إلا بشفاعة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وأهل بيته فذكر النبي الكريم صلى
الله عليه وسلم وعلى آله ذكر الرحمة الإلهية.. (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً
لِّلْعَالَمِينَ)..
وذكر أهل البيت الاطهار
ذكر للرحمة الإلهية أيضا لقوله سبحانه: (رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ
أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ).. هذا ومعلوم أن لبيت الله تعالى الحرام
حرمة وقداسة وحرمة العبد المؤمن أشد عند الله تعالى من حرمة بيته الحرام كما أخبر الرسول
الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهذه الحرمة والقدسية لا ينكرها ولا يغفل عنها
إلا جاهل وحاسد وفاسق ومنافق وأعمى بصر وبصيرة ومغرض ومتعمد الإساءة للإسلام ورموزه
السادة الأعلام.
من هنا ولأجل ذلك
من يخوض في سادتنا أهل البيت والأولياء والصالحين فقد انتهك حرمات الله وأساء إلى الله
تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وبذلك قد عرض نفسه للهلاك لقوله: (من عادى
لي وليا فقد آذنته بالحرب).. أيها الجهلاء المغرضون إتقوا الله في أنفسكم واتقوا يوما
ترجعون فيه إلى الله ويخاصمكم فيه رسول الله..
هذه رسالة لكل جاهل وحاسد وفاسق ومنافق ومغرض ومأجور ممن ابتعاع دينه بدنياه.. الرسول الكريم وأهل بيت والأولياء والصالحين وعلماء الأمة وأعلامها.. خط أحمر من يتجاوزه فقد تجاوز حدود الله تعالى، ومن تجاوز حدود الله فأولئك هم المعتدون.