رئيس التحرير
عصام كامل

نصيحة الوزير ووعده بإنهاء البعبع!

ها هو وزير التربية والتعليم د. طارق شوقي يبشرنا بأن الثانوية العامة بحالتها الراهنة والتي كانت مأساة للأسر المصرية وسلة الفشل سوف تنتهي بلا رجعة؛ وهناك ثانوية عامة "معدلة" سوف تنهي الدروس الخصوصية التي لا تفيد تعليمنا ولن تساعد على حل الامتحانات في صورتها الجديدة.

 

وتعكف الوزارة على توفير جميع مصادر التعليم الرقمي وتدريب المعلمين كي تقدم لأبنائنا خدمة تعليمية راقية ومعتمدة، وأن فلسفة المنظومة الجديدة التي سوف تطبق من العام المقبل ترتكز على مبدأ "التدريس من أجل الفهم وليس الامتحان"، وإكساب الطالب مهارات حقيقية تجعله قادراً على التعلم مدى الحياة؛ فلن يكون هناك كتب ورقية مطبوعة.

 

جماعات المصالح.. والتعليم الفني! 

 

وسوف تعقد الامتحانات على التابلت بشكل إلكتروني ولن تكون الأسئلة موحدة على مستوى الجمهورية لكنها ستكون متساوية في قياسها لدرجة الفهم، بل إن الامتحان سيكون بنظام الكتاب المفتوح، ولن تطبع كتب مدرسية للصفوف الدراسية من الأول الثانوي وحتى نهاية تلك المرحلة؛ فالطلاب كلهم لديهم الأدوات الإلكترونية ويملكون القدرة على الدخول للمنصات وثمة نظام جديد للتقييم.

 

الوزير أضاف: "نصيحتي للجميع.. لا تستجيبوا للضغط من أجل الدروس الخصوصية لأنكم لن تحتاجوا إليها ولن يكون لها تأثير على الأداء في السنوات المقبلة.. بالفعل نحن نودع الثانوية العامة القديمة بكل مشاكلها وتخلفها، ونستقبل تطويراً ضخماً في نظام تعليمنا".

 

وزير التربية والتعليم وعد بإنهاء"بعبع" الثانوية العامة وفك عقدتها.. وأظنه صادقاً في إزاحة هذا الكابوس الجاثم فوق صدورنا منذ عقود لم تحقق الثانوية العامة خلالها أي عدالة أو تكافؤ فرص أو تبشر بمستقبل أفضل، ولم تعبر بحال عن قدرات طلابها الحقيقية حتى وإن حصل بعضهم على الدرجات النهائية 100%..

الأوائل كشفوا مأساة التعليم! 

وهو بالطبع أمر مستغرب لا تجده إلا في مصر ولا تعرف الدول المتقدمة شيئاً كهذا الذي نراه عندنا حتى الدول التي كانت أقل منا تعليمياً صارت اليوم تناطح السحاب بعد أن جعلت الاستثمار في البشر وتعليمهم وصحتهم أولويتها الأولى بينما أهملت أنظمتنا السابقة ذلك المسار، غافلة عن أن كل تطور يلزمه تعليم جيد له إستراتيجية وبوصلة لا يخطئها وأهداف لا يحيد عنها.

الجريدة الرسمية