جماعات المصالح.. والتعليم الفني!
من أسباب تراجعنا وتخلفنا في التعليم فيما مضى أننا كنا نرضخ لضغوط جماعات الرفض التي من مصلحتها أن يبقى تعليمنا على وضعه المتردي.. وهو ما أدركه الرئيس السيسي فجعل التعليم والصحة في صدارة أولوياته بحسبانهما من الملفات التي لا تقبل تأجيلاً ولا تسويفاً ولا إهمالاً.. فمن دون إصلاحها لا تنهض أمة ولا تتقدم قيد أنملة..
وبفضل هذه الرؤية نعيش اليوم ثورة حقيقية في التعليم والصحة ، ثورة تنهي سطوة الثانوية العامة ومتاعبها وما تسببت فيه من آلام وهشاشة في نظام التعليم ونوعية الخريجين وما أحدثته من انفصام بين سوق العمل والمنافسة الحرة وبين أصحاب الشهادات الجامعية غير المطلوبة لتلك السوق والذين ينضم منهم الآلاف سنوياً لطابور البطالة.
وليت التعليم الفني
العصري نال عشر الاهتمام والتقدير اللذين نالتهما الثانوية العامة لكنا الآن في عداد
الدول الصناعية الواعدة بفضل العمالة الفنية المتعلمة والمدربة على أحدث أدوات وتكنولوجيات
العصر.. وما أحوج مصر لمثل تلك النوعية من التعليم الذي يستنكف للأسف كثير من أبنائنا
الالتحاق به رغم حاجة مصانعنا ومزارعنا وقطاعات الكهرباء والخدمات والميكانيكا وغيرها
إلى تلك الكوادر الفنية..
ويبدو طبيعياً في سياق كهذا أن يكون خريجو التعليم الفني على
المستوى المتردي علماً وتدريباً ما يطرح سؤالاً مهماً : أين مدارس مبارك كول التي تستلهم
النموذج الألماني العملاق في الصناعة والذي تجني برلين من ورائه مئات المليارات من
الدولارات سنوياً وعوائد اقتصادية لعمالة فنية مدربة.. والمدهش أن هذا النموذج ظهر عندنا
ثم سرعان ما يخفت ضوؤه.