رئيس التحرير
عصام كامل

فى ليبيا: هدنة أم حل سياسى؟

يصعب وصف ما حدث فى ليبيا أمس بأنه اتفاق لوقف النار .. وإنما هو بمثابة  قبول بذلك مع تباين مواقف كل من عقيلة والسراج كما يشى بيان كل منهما الذى تضمن توافقا على وقف النار والاستعداد للبدء فى إجراءات الحل السياسى .. بينما ظلت هناك اختلافات بين كل من الرجلين حول تلك الإجراءات.


فإن السراج اشترط نزع سلاح سرت لسريان وقف النار ، واستمراره هو وحكومته حتى يتم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية اقترح موعدا لها فى شهر مارس من العام المقبل .. بينما اقترح عقيلة إعادة تشكيل المجلس الرئاسى وحكومة الوفاق وأن تكون سرت مقرا لهما وأن تتولى حمايتها قوة شرطية تمثل أقاليم ليبيا كلها ، وأن تتولى هذه الحكومة الجديدة الإشراف على الانتخابات المقبلة .. وإذا كان الرجلين توافقا على استئناف تصدير النفط ، وهو أكثر ما يهم الأمريكان إلا أن ثمة خلافا على تفاصيل تحقيق ذلك ، خاصة فيما يتعلق بتوزيع عائدات التصدير على الليبيين..

فى ليبيا: هدنة أم حل سياسى؟
وليس ذلك فقط .. فإن كلا الرجلين يواجهان تحفظات واعتراضات من داخل صفوف المؤيدين .. وبالنسبة للسراج فإن بعض الميليشيات  المسلحة تتحداه الآن ، وقد بدا ذلك قبل إعلان بيانه الخاص بوقف النار .. أما عقيلة فإن هناك عددا من قادة القبائل الليبية تتشكك فى إمكانية التقدم لحل سلمى وسياسى فى ظل وجود قوات تركية وميليشيات ومرتزقة فى ليبيا. وهذا هو موقف الجيش الليبى بقيادة حفتر الذى لم يصدر عنه تأييده أو ترحيبه بتوافق عقيلة والسراج على وقف النار ، وان كان المتحدث باسمه نفى صدور أى بيان له يستنكر فيه ذلك التوافق .

عقدة الاتفاق الليبي لوقف النار!
ولذلك فإن البعض يخشى أن يلقى توافق عقيلة والسراج لوقف النار ذات مصير اتفاقات مماثلة عديدة سابقة ، ويرون أنه على الاقل حتى اجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة فى امريكا مجرد هدنة ينخفض فيها تهديدات الحرب التى كان العالم  ينتظرها فى سرت .. ولكن حتى لو تمخض الامر على ذلك فإنه جاء على غير ما ترغب فبه تركيا التى كانت ترغب فى توسيع تواجدها العسكرى فى ليبيا ، بينما الآن ستتعرض لضغوط لإنهاء هذا التواجد أو تقليصه.     

الجريدة الرسمية