رهان ترامب !
من ضمن ما قيل حول إتفاق
تطبيع العلاقات بين الامارات وإسرائيل، وهو الاتفاق الذى أطلق عليه الأمريكيون إتفاق
ابراهيم أبو الأنبياء، إن توقيت إبرام هذا الاتفاق سوف يفيد الرئيس الامريكى ترامب
فى الانتخابات الرئاسية المقبلة التى ستجرى فى بداية شهر نوفمبر المقبل، خاصة وإن ترامب
كان فى حاجة لأى إنجاز يتباهى به ويحث الناخبين الأمريكيين على منح اصواتهم له .
لبنان مقابل ليبيا
وقد يكون صحيحا إن
ترامب يحتاج لتحقيق إنجاز على مستوى الشئون الخارجية بعد الكثير من الإخفاقات التى
تعرضت لها سياساته وآخرها سياساته تجاه ايران وتمديد حظر السلاح لها.. لكن الصحيح أيضا
إن ما يهم الناخب الامريكى ليست السياسات الخارجية، وإنما السياسيات الداخلية، وتحديدا
ما يتعلق بمستوى معيشته.. أى توفر مزيد من فرص العمل، وانخفاض فى الضرائب التى يدفعها،
وعدم زيادة أسعار السلع والخدمات التى يحتاجها.
وهذا ما استوعبه
الرئيس الأمريكى الأسبق كلينتون حينما رفع خلال الانتخابات التى فاز فيها لأول مرة
بالرئاسة شعار: (إنه الاقتصاد يا ذكى) !
أسئلة اتفاق ابراهيم!
وهذا يدركه أيضا
الرئيس ترامب ، وكان قبل أزمة كورونا يعمل من أجل تحسين الاقتصاد الأمريكى وتوفير فرص
العمل، وهو الآن يأمل أن يتذكر له قطاع من الناخبين الأمريكيين ذلك، وألا ينسوه له،
خاصة ذلك القطاع الذى يسمى بالناخبين الصامتين أو الخجولين.. وهؤلاء لأنهم لا يحسمون
مواقفهم إلا قبيل وقت قصير جدا من موعد الانتخابات، ولذلك لا تعبر عنهم استطلاعات الرأى
التى جرت أو تجرى الآن حول موقف كل من ترامب وبايدن، بما فيها آخر استطلاع للرأى، وهو
أول استطلاع يسجل لأول مرة تقدما لترامب على منافسه بايدن.
خلاصة الأمر أنه
رغم أنه لم يتبق سوى عشرة أسابيع فقط على موعد
الانتخابات الرئاسية الامريكية ، فإن نتيجة هذه الانتخابات غير محسومة حتى الآن، وكل
الاحتمالات واردة.