أسئلة اتفاق ابراهيم!
أعلن السفير الأمريكى فى إسرائيل أن اتفاق الإمارات وإسرائيل لتطبيع العلاقات بينهما، والذى أطلق عليه أمريكيا اتفاق إبراهيم، أبو الأنبياء، لا يعنى أن الإسرائليين صرفوا النظر نهائيا عن ضم أراض من الضفة الغربية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه تم اختيار الوصف المناسب لما تم الاتفاق عليه بين الإمارات وإسرائيل وهو تعليق ضم أراضٍ من الضفة الغربية.
وبالطبع تعليق الضم يختلف عى وقف الضم الذى تحدثت عنه الإمارات وهى تعلن عن اتفاق إبراهيم والذى سيتم توقيعه قريبا فى البيت الأبيض ويسعى ترامب بالطبع لاستثماره فى معركته الانتخابية الصعبة التى يخوضها فى ظل ظروف غير مواتية له.. فإن التعليق يعنى تأجيلا لضم أجزاء من أراضى الضفة الغربية لإسرائيل وليس عدولا عن هذا الضم أو وقفا له..
وهنا لا يمكن تفادى العديد من الأسئلة التى يطرحها اتفاق ابراهيم مادام النص الرسمى له لم يعلن بعد.. وأهم هذه الأسئلة بالطبع ما هو المدى الزمنى لتعليق ضم أراضٍ للضفة الغربية.. هل يتحدد هذا المدى الزمنى بموعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما طلبته واشنطن من نتنياهو قبل توقيع هذا الاتفاق ، أم أن التعليق سوف يستمر وقتا أطول حتى يتسنى خلاله استئناف المفاوضات على حل الدولتين؟..
وماذا سيكون مصير اتفاق إبراهيم إذا ما قررت اسرائيل البدء فى ضم أراضٍ من الضفة الغربية بعد أن تكون قد ظفرت بالفعل بتطبيع العلاقات مع دولة الإمارات؟
وهذا السؤال يستتبعه سؤال آخر مهم تثيره التوقعات التى تتحدث الآن عن تعميم اتفاق ابراهيم على بقية دول الخليج التى ليس لديها علاقات رسمية مع إسرائيل، وتحديدا البحرين والكويت والسعودية.. وهذا السؤال هو هل سيكون تطبيع العلاقات بين كل منها وبين إسرائيل يقابله مطالب فلسطينية أخرى مثل، تعليق الاستيطان الإسرائيلي فى الأراضى الفلسطينية، وتعليق خطط تهويد القدس والتراجع عن ضم القدس الشرقية واعتبارها مع القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، وتعليق الحصار الاسرائيلى لقطاع غزة؟
نسيان الرأي العام!
إنها أسئلة تحتاج لإجابات واضحة أمام الفلسطينيين الذين يواجهون أصعب أيامهم ، وهم فى حالة ضعف وإنقسام والأخطر تشوش سياسى بعد خسارتهم الرهان أولا على رعاية امريكية لمفاوضاتها مع الإسرائيليين، وثانيا على تمسك العرب بالمبادرة العربية للسلام.