نحن والأفارقة والمصالح !
قامت الولايات المتحدة بغزو العراق وتكلفت فى سبيل ذلك أموالا ليست بالقليلة، ونجحت بالفعل فى إسقاط نظام صدام حسين، لكنها فشلت فى السيطرة عليه، بل على العكس تماما فإنها قدمت العراق هدية لإيران لتخترقه بنفوذها ورجالها وتفرض عليه هيمنتها..
وقبل العراق قام الأمريكان بغزو أفغانستان ومازالوا يحتفظون بقوات عسكرية فيها مثل العراق ، ومع ذلك فشلوا فى السيطرة عليها.. بل انهم اضطروا الى عقد اتفاق مع حركة طالبان التى دخلوا أفغانستان للقضاء عليها، يشكون الأن ان طالبان لم تنفذ إلتزاماتها فى هذا الاتفاق بوقف اعمال العنف والتوصل إلى إتفاق مع الحكومة الافغانية.
كورونا والديمقراطية!
بينما راكمت الصين نفوذا كبيرا فى قارة افريقيا والعديد من دولها بدون أى تدخل عسكرى أو حتى التلويح والتهديد به، بل من خلال نسج شبكةَ مصالح كبيرة مع دول القارة الافريقية، استخدم فيها التنازل
عن ديون صينية على هذه الدول، وضخ استثمارات صينية فيها، وتقديم خبرات فنية وتكنولوجية
وتبنى سياسة الدفاع عن مصالح الدول الافريقية.
وهكذا ليست الحرب أو التهديد بها دوما هو سبيل الدفاع عن المصالح.. بل إن ربما تحقق نتائج مغايرة ومتناقضة.. بينما نسج شبكة مصالح مع الآخرين تحقق غالبا مصالح الدول التى تبغى الدفاع عن مصالحها أو توسيع نفوذها أو لعب دور أكبر فى محيطها الأقليمى وعلى الساحة الدولية..
وهذا يمكن استنتاجه بوضوح فى إخفاق إمريكا فى فرض سيطرتها على العراق وافغانستان بالغزو العسكرى والحرب وفى المقابل نجاح الصين فى بسط نفوذها على افريقيا بربط مصالح العديد من الدول الأفريقية مع مصالحها..
واعتقد أن ذلك هو السبيل الأكثر نجاحا فى تقوية علاقاتنا الافريقية، وبشكل خاص علاقاتنا مع دول حوض نهر النيل.. وهذا ما كنّا نقوله فى السنوات التى خلت ، والتى فتر فبها توهج علاقاتنا مع افريقيا، ونكرر قوله الأن.. فإن مد شبكة مصالح واسعة بيننا وهذه الدول سوف بجعلها لا تفكر فى القيام لاى عمل يلحق الضرر بِنَا خوفا على مصالحها معنا.
