رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شافع والإسكندرانى وتخليد سير المبدعين

فى هدوء؛ رحل عن عالمنا الفنان الدكتور سناء شافع أيقونة المسرح المصري وطاقة الإبداع المتجددة، وصاحب المنهج والرؤية المتحضرة فى فن التمثيل.

وبعده بساعات؛ لحق به موج الطرب الوطني الفنان سمير الإسكندرانى ابن حى الغورية وصاحب الثقافة العالية ومالك اللغة الإيطالية، الذى حول عملية تجنيد يهودى له إلى حيلة للكشف عن عدد من الخطط التجسسية والمخابراتية الصهيونية داخل مصر.


عادة ما يرحل أمثال هذين النجمين فى هدوء، خاصة إذا ما اعتادا على العمل فى صمت، بلا ضجيج أو علاقات وحسابات مع عناصر معلومة فى الوسط الفنى والصحفي والمجتمعي لإبرازهما، ربما تبدلت الحسابات مؤخرا بفرضية التطور التقني وتغييب الوعي ليفقد كثيرون مثلهم اهتمام عامة بهم وأحوالهم، حتى يظهر نجم كبير طالبا عملا أو متحدثا عن انحسار فرصه ولو فى العيش.
سوق العمل ومكتب التنسيق
حدث رحيل نجم أو فنان حقيقي لم تعد تليق الإشارة إليه بما قدمه صراحة وأثر به فى صناعة الوعى وخدمة المجتمع بفنه، ولم نعد نعى ضرورة لمراقبة حضور رفاق أو غيابهم عن جنازته أو عزائه وتضخيم الأمر كما تهوى مواقع صحفية.

شعور بالوحدة يصيب كل جمهور راق مع تكرار رحيل فنانين حقيقيين كانت مسيرتهم لائقة حقا بمبررات ظهورهم، وكانت أدوارهم مؤثرة جدا فى أعمال ظلت كعلامات طريق لأجيال كان الفن قوة ناعمة حقيقية فى الارتقاء بعقولها.

عادة سيئة؛ أن يطلب منا ذكر حسنات موتانا، والأسوأ أن نتجاهلهم بعد رحيلهم ولا ننقل صفحات تاريخهم إلى أجيال لم تعايشهم رغم بقاء فنهم، لتتأثر بحالات تصيب بالإكتئاب والعدوانية حطت على فن التمثيل وفن الغناء مؤخرا.
الدكتوراه "الفشخرية" وسفراء النوايا السيئة
فارق كبير بين فنان يستجيب لمعطيات ومتطلبات مجتمعه ويقدم ما يليق بأفراده ويسهم فى الارتقاء بمستوى ثقافتهم وذوقهم، ومتمردين فوضويين يعلو الإعلام بهم كظاهرة ثم يفرضهم على واقع النشء، ثم نسأل لماذا تتبدل أحوال الأجيال الجديدة ولا تستجيب لنداء متعقلين.

أعتقد أن سير عظماء الفن والثقافة والغناء، وعلماء وأدباء، وكتاب وشهداء، تتساوى وتتعاظم قيمتها بقدر ما تحتاج الأجيال القادمة إلى معايشتها عبر وسائط تخليدها، ومشروعات عدة يمكن تبنيها حكوميا ومؤسسيا ونقابيا فى هذا الشأن لحماية سير رموز حقيقية وفرضها؛ فى مواجهة موجة العنف الموجهة ضد الثقافة والفن الحقيقيين.
Advertisements
الجريدة الرسمية