رئيس التحرير
عصام كامل

حكمة ولي الأمر في مواجهة شبح الثانوية العامة

أصبح القلق النفسي الملازم لإعلان نتيجة الثانوية العامة وما بعده، أزمة سنوية طالما صدَّعت الأسر المصرية، وخلَّفت تداعيات نفسية سلبية على أبنائها في مقتبل حياتهم، وسط غياب التوعية النفسية المنظمة؛ لإثراء الأباء والأمهات بخبرات وافية تؤهلهم للتعامل مع أبنائهم، خاصة في الفترة التالية لظهور النتائج.

وتزامنا مع حالة التوتر الملازمة لأجواء إعلان نتيجة الثانوية العامة، وقعت عيني أثناء جولتي بأحد المكتبات على كتاب «الدليل العلمي للتربية من الطفولة للمراهقة» للدكتور إيهاب ماجد، والحقيقة أن بعض أجزائه رغم أنها مكتوبة كنصائح عامة، إلا أنها بدت كما لو كانت موجهة لأولياء الأمور في تلك الفترة من العام تحديدا، حيث بدء تنسيق الجامعات عقب ظهور نتيجة الثانوية العامة.
هل ذنب «تونا الجبل» أنها قرية الحضارة؟
يحذِّر «ماجد» في كتابه، من المقارنات التي يعقدها بعض الأباء والأمهات بين أبنائهم وبين غيرهم ممن هم في نفس أعمارهم، مستشهدًا بالعبارات الدراجة مثل «شايف أختك.. شايف ابن عمك؟»؛ وذلك باعتبار تلك المقارنات تكون سببا لاحقا للحقد داخل الأبناء، فضلاً عن تسببها في إحساسهم بالنقص وعدم الثقة، وشعورهم بأن الآخرين معيار نجاحهم وفشلهم، بل ذهب الباحث إلى أبعد من ذلك بتناوله تأثير ضرب الأبناء وسوء معاملتهم والقسوة والشدة معهم، على التعلم والذاكرة بتأثير ذلك على أجزاء من الدماغ وعرض الباحث التأثيرات الفسيولوجية في هذا الشأن.

 

حينما يكون التشرد مصيرًا محتومًا

 

وبجرأة محمودة هاجم الباحث ما وصفه بأسلوب «قولبة الأبناء» بوضع الوالدين لهم في قالب معين باستخدام عبارات مثل «نفسي أشوفه طيار.. مهندس.. دكتور»، كما انتقد مؤلف الكتاب ما وصفه بـ «استخسار المجموع» بمعنى إجبار الأبناء على دخول كليات محددة، لمجرد أن مجموعهم كبير دون اعتبار لرغباتهم وميولهم.

إننا بحاجة فعلا – كما يقول الباحث – إلى أن نتعلم ونتدرب كيف نربي أولادنا، فهم فعلا أغلى ثروة لنا؛ وذلك ليخرجوا للمجتمع أصحاء وأسوياء نفسيا، بدلا من أن نكون بالجهل سببا في تدميرهم من دون قصد.. 


الجريدة الرسمية