الانتخابات وصورة مصر !
أكثر ما يثير الاندهاش هم هؤلاء السياسيون والمسئولون الذين يخاطبون الناخبين لحثهم على المشاركة فى انتخابات مجلس الشيوخ التى بدأت اليوم لأن ذلك مهم للحفاظ على صورة مصر فى الخارج!..
فهؤلاء لا يرون فى إقبال الناخبين على الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات سوى أنه ضرورى للحفاظ على صورة مصر فى الخارج، وليس ضروريا لكى يكون لدينا مجلس للشيوخ يعبر عن إرادة الناخبين، وبالتالى يدافع عن مصالحهم ويتبنى السياسات التى تخدمهم وتحقق لهم مطالبهم وتطلعاتهم !
مقامرة أردوغان
وهكذا كل ما يهم
هؤلاء هو صورة مصر فى الخارج وأمام الأجانب، وليس صورة مصر أمام أنفسنا، والمفروض أن
يكون هو همنا وهدفنا وغايتنا ومبتغانا.. ولهؤلاء أقول إن كل الدول التى اختارت صندوق الانتخابات
فى تشكيل مؤسساتها المختلفة، خاصة التشريعية لا يهمهما صورتها فى الخارج مثلهم.. ولا
أحد فيها يحث الناخبين على المشاركة فى الانتخابات بهذا الشكل..
كما أن الإقبال فى
الانتخابات أو عدمه فيها لا يؤثر على صورة أى بلد فى الخارج.. ففرنسا عندما
سجلت نسبة مشاركة متدنية فى الانتخابات البلدية الأخيرة لم تهتز صورتها فى الخارج،
والدليل هذا الدور المبادر والمهم الذى تقوم به الآن فى منطقة الشرق الأوسط، سواء فيما
يتعلق بلبنان أو ليبيا، وأيضاً الدور المهم الذى لعبته فى لملمة الاتحاد الأوروبى فى
مواجهة التداعيات الاقتصادية لأزمة كورنا..
وفى المقابل فان
الإقبال الكبير للناخبين الروس فى الاستفتاء
على التعديلات الدستورية الأخيرة لم يؤثر إيجابا على صورة روسيا فى الخارج أو يجعل
الأوربيين يوقفون العقوبات الاقتصادية التى شاركوا الأمريكان فيها لروسيا .
التغيير من الخارج!
إن الإقبال فى الانتخابات
أولا هو شأن داخلى يهم كل دولة، حتى فى ظل اتساع العولمة وتزايد تأثير العامل الخارجي
فى المناطق الساخنة فى عالمنا ومنها منطقتنا.. ولذلك لو كان هؤلاء الساسة والمسئولون
يملكون قدرا مناسبا من الحس السياسى لحثوا الناخبين على المشاركة فى الانتخابات بطريقة
مختلفة..
أو بإقناعهم أن ذلك مهم لتشكيل مؤسسات تعبر عنهم وبالتالى تتبنى مطالبهم.. وبالطبع سوف يبذل هؤلاء الساسة والمسئولون جهدا لتنشيط وتفعيل الحياة السياسية يعيد للناخبين حماسهم لكل ألوان المشاركة السياسية، ومنها المشاركة الانتخابية .