خلطة "حودة" للثانوية العامة
من سنة ونص تقريباً
وبعد ما كنت دخلت امتحان مادة التشريح للمرة الخامسة تقريباً وسقطت كالعادة، خرجت من
اللجنة بتاعة الشفوي وأنا من جوايا بحاول أمسك نفسي عن أني استنى الدكتورة قصاد باب
الجامعة زي ما العيال كانت بتعمل في المدرسة زمان مع المدرسين.
وقتها صديق عراقي
ليَّ في الكلية، قال لي أنا مستغرب أنك مصري ومحموق مش واخد الدنيا عادي كدا زي محمود
السيد، ساعتها بصت له باستغراب أكبر، اللي هو مين محمود؟ ده طالب جديد جه معانا في
الكلية؟!
قال لي لأ ووراني
فيديو ففتحت صفحة الشخص ده عندي وقعدت أقلب في الفيديوهات ونسيت المادة بامتحانها بكرامتي
اللي ضاعت جوا، بكل حاجة حصلت وقعدت أضحك وبس، لحد ما روحت البيت وساعتها قررت أبعت
له آدد وأكون متابع له باستمرار.
لحد امبارح كانت
"محمود السيد" واللي بقى صديقي تقريباً من بعد أول يوم تابعته فيه كان بالنسبة
لي صاحب الفيديوهات المميزة خفيفة الظل اللي بتفصلني عن حالة النكد والاكتئاب مجرد
ما أشوف له فيديو.
لكن امبارح في
الفيديو اللي كان عمله عن نتيجة الثانوية العامة، وايه اللي المفروض الشباب يعملوه
بعد النتيجة، حسيت أن الموضوع بقى أكبر من فكرة كوميديا أو فيديوهات خفيفة، لا ده كمان
فيه رسايل مهمة جداً أو ممكن نعتبرها "خلطة محمود السيد".
حالياً البيوت
كلها بعد النتيجة بتفكر ايه مستقبل الشباب دول؟ هيطلع مهندس زي باباه؟ ولا دكتور
زي ابن عمة بنت خالة عمه علشان ميبقاش فيه حد أحسن منه؟ ولا يا ترى هيكون خايب ومش
هيلحق مكان في كليات القمة؟!
لكن الصراحة حسيت
الرسالة كانت صادقة لما خرجت منه وهو بيتكلم على أن الشاب لما يخش الحاجة اللي هو متميز
فيها هيكون أحسن وأفضل من لما يخش أي كلية تانية علشان يرضي بس أهله أو اللي حواليه.
يعني لما سرد عن
حلمه في كلية فنون جميلة، وخصوصاً لما بشوف رسوماته العبقرية اللي بينشرها بين وقت
والتاني –لكن لسة منشرش رسمتي- بحس قد ايه هو لو كان دخل فعلاً كان هيبقى مميز فيها.
وهنا نقدر نقول
ده مربط الفرس، مش شرط علشان ترضي أهلك أو ترضي اللي حواليك، أو علشان اللي حواليك
شايفين أن المستقبل في كلية معينة أو شغل معين، تضحي باللي فعلاً تقدر بيه تحقق نفس
اللي ممكن تحققه من الكلية أو الشغل دول.
النجاح الحقيقي
موجود جواك، قبل ما يكون موجود في أي حاجة تانية، وأنك تطلع حاجة أنت بتحبها فتكون
شاطر، أحسن بكتير من أنك تطلع خايب في حاجة أنت مكنتش بتحبها من الأساس!
Twitter.com/PaulaWagih
...