روائح الأمل
لست من هواة
"التلقيح" أو رمى الكلام بقصد أشخاص محددين عن طريق التورية، ولكن يلفت انتباهى
دائما، بعض المنشورات "الفيسبوكية" التى يفوح منها غرض "خزى العين"
وصرف العقول عن التفكير فى صاحب المنشور أو أحواله التى لا تعنى أحدا سواه.
يصور للبعض عقولهم، أن البشر كافة اجتمعت وعقدت العزم أن تستهدفه بضربة "عين" صاروخية مباشرة، فيقرر فورا استحداث منشور مضاد، عن طريق كتابة ووصف أى عارض بسيط للغاية حدث له أو لأحد أفراد أسرته.
السبوبة فى الجردل!
يكتب أحدهم أن نجله الصغير تعرض وهو يلهو بأرجوحته البلاستيكية، للسقوط من ارتفاع نصف متر على وسادة إسفنجية، ما تسبب للأسف فى بكائه، ويستغل فورا هذا "الخطب الجلل" فى التقاط أكثر من صورة لموقع الحادث، مع بعض كلمات الهلع والفزع، مختتما بتحذير شديد اللهجة من قبيل "سيبونا فى حالنا بقى"، بهدف "ردع" كل عين رأت المرجيحة ولم تصل على النبي.
هناك بعض المنشورات التى يلتمس أصحابها وبصدق نوايا، الدعاء والمساندة فى مصاب فادح كمرض شديد أو حادث مؤلم أو إصابة قاتلة، ويطلبون من الآخرين فقط الدعاء لهم، وهؤلاء نستشعر فعليا آلامهم بإحساس صادق لا يخيب أنهم فى حاجة إلى كلمة طيبة تهون وتخفف وقلوبا تدعو الله عز وجل بالنجاة والمعافاة.
وفى كل الأحوال، ليست وسائل التواصل الاجتماعى ساحات لنشر "تفاصيل تفاصيل تفاصيل" الحياة الدقيقة، إلا فى حدود توثيق اللحظات التى قد لا تتكرر، ونرغب فى أرشفتها حال قدوم ذكراها كل عام، كى نبتسم أو نترحم، ونستذكر من أثروا فينا أو أثرنا فيهم.
طيور الموت الورقية
أحاول قدر المستطاع أن أتلافى هذا الأمر بالابتعاد عن نشر الأحداث الشخصية التى لا تهم أحد سواى، إلا فى حدود بعض المواقف الحياتية العامة التى قد أمر بها وأرغب منها التحفيز على فعل أو انتقاد سلوك، أو التشجيع على مهارة، أو التحفيز على فعل طيب، أو بث المرح والدعابة.
اتمنى قدر المستطاع أن نجعل كتابتانا، ورودا تفوح منها روائح البسمة والأمل، وألا نجعلها رصاصات تشق جبهات "كل من شاف الصفحة وصاحبها وما صلاش على النبي"، أو ساحات ندب ولطم وتصدير للمشكلات الشخصية، وألا فمن الأفضل وتوفيرا لوقت وجهد الكتابة، وضع صورة خرزة زرقاء ضخمة أعلى الصفحة، مصحوبة بالمثل الشعبي الشهير"العين صابتنى ورب العرش نجانى"،، دمتم متفائلين.
يصور للبعض عقولهم، أن البشر كافة اجتمعت وعقدت العزم أن تستهدفه بضربة "عين" صاروخية مباشرة، فيقرر فورا استحداث منشور مضاد، عن طريق كتابة ووصف أى عارض بسيط للغاية حدث له أو لأحد أفراد أسرته.
السبوبة فى الجردل!
يكتب أحدهم أن نجله الصغير تعرض وهو يلهو بأرجوحته البلاستيكية، للسقوط من ارتفاع نصف متر على وسادة إسفنجية، ما تسبب للأسف فى بكائه، ويستغل فورا هذا "الخطب الجلل" فى التقاط أكثر من صورة لموقع الحادث، مع بعض كلمات الهلع والفزع، مختتما بتحذير شديد اللهجة من قبيل "سيبونا فى حالنا بقى"، بهدف "ردع" كل عين رأت المرجيحة ولم تصل على النبي.
هناك بعض المنشورات التى يلتمس أصحابها وبصدق نوايا، الدعاء والمساندة فى مصاب فادح كمرض شديد أو حادث مؤلم أو إصابة قاتلة، ويطلبون من الآخرين فقط الدعاء لهم، وهؤلاء نستشعر فعليا آلامهم بإحساس صادق لا يخيب أنهم فى حاجة إلى كلمة طيبة تهون وتخفف وقلوبا تدعو الله عز وجل بالنجاة والمعافاة.
وفى كل الأحوال، ليست وسائل التواصل الاجتماعى ساحات لنشر "تفاصيل تفاصيل تفاصيل" الحياة الدقيقة، إلا فى حدود توثيق اللحظات التى قد لا تتكرر، ونرغب فى أرشفتها حال قدوم ذكراها كل عام، كى نبتسم أو نترحم، ونستذكر من أثروا فينا أو أثرنا فيهم.
طيور الموت الورقية
أحاول قدر المستطاع أن أتلافى هذا الأمر بالابتعاد عن نشر الأحداث الشخصية التى لا تهم أحد سواى، إلا فى حدود بعض المواقف الحياتية العامة التى قد أمر بها وأرغب منها التحفيز على فعل أو انتقاد سلوك، أو التشجيع على مهارة، أو التحفيز على فعل طيب، أو بث المرح والدعابة.
اتمنى قدر المستطاع أن نجعل كتابتانا، ورودا تفوح منها روائح البسمة والأمل، وألا نجعلها رصاصات تشق جبهات "كل من شاف الصفحة وصاحبها وما صلاش على النبي"، أو ساحات ندب ولطم وتصدير للمشكلات الشخصية، وألا فمن الأفضل وتوفيرا لوقت وجهد الكتابة، وضع صورة خرزة زرقاء ضخمة أعلى الصفحة، مصحوبة بالمثل الشعبي الشهير"العين صابتنى ورب العرش نجانى"،، دمتم متفائلين.