رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قفزة الحمار التركي !

هي فى الأصل نقلة الحصان الذكي على رقعة الشطرنج، لكن حين يتلبس الحمار بجلد وقوائم الحصان، فإنه يبدو في صورة الحيوان المهرج! هذا ما تفعله السياسة التركية ويفعله سياسيوها، وفد برزوا من كهف التاريخ في ملابس العثمانلية، يهددون الشرق والجنوب والغرب .


أية قوة هذه تبعثر مكوناتها في كل الاتجاهات، وحين الردع تلم ذيلها بين رجليها. اليوم الثاني من أغسطس، ينتهى الإنذار الملاحي التركي بإطلاق سفينة تنقيب سيزمية، بحجة رصد الأنشطة الزلزالية، في إحدى النقاط بمنطقة مصر الاقتصادية الخالصة، وجاء في الإنذار الملاحي أنه سيبدأ في الواحد والعشرين من يوليو .

عيد؟ بأي حال عدت يا عيد !
لم تكشف مصر منذ ٢١ يوليو عن هذا الإنذار، لكنها بادرت أمس، وقبل يوم واحد من نهايته، برفضه والتحذير من دواعيه واستنكار نتائجه وعدم الاعتراف بآثاره. وقالت الخارجية المصرية:

 

"إن هذا الإجراء لا يتفق مع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ويخالف أحكام القانون الدولي، وإن مصر لا تعترف بأي نتائج أو آثار قد تترتب على العمل بمنطقة التداخل".


وأودعت القاهرة لدى الأمم المتحدة إعلانا بشأن ممارسة مصر لحقوقها في المياه الاقتصادية الخالصة وفقا للمادة ٣١٠ من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار الموقعة عام ١٩٨٣. واعتبرت مصر التداخل في النقطة ٨ مع المنطقة الخالصة لحقوقها شرقي المتوسط اعتداء على سيادتها ومصالحها.


كانت تركيا تحرشت باليونان قبل أيام معدودة، فحركت اليونان بوارجها، وأنذرت أنقرة، وتدخلت ألمانيا وإيطاليا وفرنسا ثم أمريكا فسحب أردوغان سفينة البحث والتنقيب، كانت تتحجج بذات الحجة وإنها لرصد الأنشطة الزلزالية، وتراجع ورأسه بين قدميه!

الخلاصة: إثيوبيا خصم يستحق العقاب
يلفت النظر في البيان المصرى أنه صادر أمس فقط وفي حوالي الساعة الثامنة بتوقيت القاهرة، وقبيل يوم واحد من الإنذار الملاحي التركي بأنه سيتداخل معنا في النقطة رقم ٨ . صدر الرفض المصرى بعد ١٢ يوما من بدء الإنذار.. ولا نعلم هل نفذت تركيا أعمال البحث الجيولوجي أم لا .


لم نعرف ما هي الإجراءات التى اتخذتها مصر للرد عمليا، قبيل الرد بيانيا وانشائيا، ولماذا لم يعلم الرأي العام بهذا النشاط التركي الذي يستهدف استكشاف مناطق الغاز شرقي المتوسط مستترا في سفينة أبحاث سيزمية.


ومن المعلوم أنه بينما أمرت أمريكا أنقرة بالخروج من منطقة الغاز اليونانية، وبينما عاقبتها بطردها من برنامج تصنيع الطائرة إف ٣٥، بسبب شراء منظومة الصواريخ الروسية اس اس ٤٠٠ ، إلإ أن واشنطن تجرى مناورات بحرية مع البحرية التركية. ونلاحظ أيضا أن البحرية المصرية كشفت أمس عن مناورات مع البحرية الفرنسية في البحر المتوسط.

 

..ويدخل ترامب في المشهد الاثيوبي التركي!

 

التحركات سريعة ومتشعبة، وما يطفو على السطح هو الأقل دلالة، وما تحت المياه يبدو متأهبا لانفجار . تركيا تهدد الإمارات، وتهدد قبرص وتهدد اليونان وتهدد مصر في ليبيا، وتهدد أمن جنوب أوروبا، وباتت أنقرة الدولة المارقة.. لكن أحدا لا يتحرك.


ماذا قال التاريخ في الحالات المشابهة، وبالذات في تاريخ الغباء العسكرى التركي، هنالك دائما عملية تكسيح لقوائم الحمار المتلبس بجلد حصان. يقفز ليحقق بضع مكاسب في نقلة واحدة.. فيسقط جاثيا دامي الساقين.


Advertisements
الجريدة الرسمية