رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا ولغز كورونا !

أن تعانى أمريكا بهذا الشكل الضخم الكبير من جائحة كورونا أمر ليس مفاجئا وتوقعته وسجلت ذلك فى كتابى الجديد -تحت الطبع- روءساء وكورونا، والذى يتناول تجربة عشرة من قادة العالم فى مواجهة تلك الجائحة..

 

ولكن الذى يدعو للتساؤل استمرار معاناة أمريكا أكبر دولة فى العالم وصاحبة الاقتصاد الأكبر من تلك الجائحة على هذا النحو ، ومرور الأشهر ، شهرا وراء الآخر ، دون أن تتمكن من السيطرة على ذلك الفيروس المستجد سريع الانتشار..

محاسبة فاروق جعفر 

وأن تظل أمريكا تسجل أعلى رقم للإصابات بالفيروس فى العالم كله وايضاً أكبر عدد من الوفيات به، دون أن تلوح فى الأفق مؤشرات فى احتواء الأزمة الصحية لكورونا ناهيك عن الأزمة الاقتصادية بالطبع.


وهو أمر يدعو للتساؤل لأن الرئيس الأمريكى هو أكثر شخص فى أمريكا يهمه سرعة احتواء تلك الأزمة بجانبيها الصحى والاقتصادى ، لأن استمرارها يخصم من حظوظه الانتخابية ، وكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية والأزمة تخنق أمريكا على هذا النحو فإن احتمالات خسارته هذه الانتخابات تتزايد أكثر..

 

فإن الكتلة الانتخابية الكبيرة التى سوف تحسم نتيجة هذه الانتخابات، والتى يسمونها هناك بالكتلة الصامتة سوف تحدد موقفها من المرشحين، ترامب وبايدن، حسب حالة ودرجة هذه الأزمة بالطبع ، وهى سوف تحجب أصواتها عن ترامب إذا تمت الانتخابات وأزمة كورونا مازالت تنشب نيرانها فى أرجاء أمريكا على النحو الذى نرصده حاليا..

 

حيث ما برحت أمريكا تسجل يوميا العدد الأكبر من الإصابات والوفيات بالفيروس ، ويحدث ذلك بينما لا نرى تحركا من قبل الإدارة الأمريكية لمواجهة ذلك، أى لا نرى سعيا أكبر منها لاحتواء هذه الأزمة التى تهدد ترامب بالخروج من البيت الابيض مع نهاية هذا العام ليحل مكانه مرشح الديمقراطيين بايدن.

 الإخوان يؤيدون بايدن

نعم إن تفاقم أزمة كورونا فى أمريكا تتحمل مسئوليته إدارة ترامب حينما استهان الرئيس الأمريكى بخطورة فيروس كورونا حينما بدأ يهاجم امريكا ، رغم تحذير الأجهزة الاستخباراتية والصحية له ..

 

ولعل سبب ذلك أن ترامب ارتدى رداء المرشح للانتخابات وليس رداء الرئيس المسئول عن إنقاذ بلاده من أزمة حادة ، فجاءت المواجهة الامريكية لتلك الجائحة متأخرة ومضطربة وتفتقد الجدية احيانا..

 

لكن مع تفاقم الأزمة ، بل واستمرار تفاقمها على هذا النحو كان يتعين على ترامب ان يفعل كل ما فى وسعه لاحتواء هذه الأزمة التى باتت تهدده شخصيا بالخروج من البيت الابيض كما يتمنى خصومه بالطبع.. ولكن عندما لا يحدث ذلك فإن الأمر بالطبع يدعو للتساؤل والتوقف أمامه.


الجريدة الرسمية