إخوان في ثياب ليبرالية!
طوال عمرها الذي تجاوز تسعة عقود حرص أعضاء جماعة الإخوان على إخفاء أمرهم وعلاقتهم بها.. بعد يناير ٢٠١١ جاهر عدد كبير منهم بانتمائه لتلك الجماعة التي قامت على السرية، بل ومنهم من تفاخر بذلك، خاصة بعد أن صار الرئيس إخوانيا!
إلا أن عددا من الإخوان ظل يحتفظ بسرية انتمائه لتلك الجماعة، وبَقى كامنا يتحين فرصة التحرك أحيانا عندما تأتيه تعليمات الجماعة، وصارت هذه إحدى مشاكل مواجهة الإخوان وجماعتهم.
غير أن المشكلة الأكبر التي تفوقها تتمثل في هؤلاء الإخوان الذين يرتدون ثيابا ليبرالية.. أي هؤلاء الذين لا ينتمون إلى جماعة الإخوان ويقولون إنهم ضد هذه الجماعة أيديولوجيا وسياسيا، بينما يفكرون ويتحدثون ويتصرفون مثل الإخوان، وبذلك يساعدون الإخوان ويدعمون بشكل غير مباشر جهودهم لاستعادة السلطة التي طردوا منها شعبيا في يونيو عام ٢٠١٣.
وبعض هؤلاء مازالوا
يَرَوْن أن الإخوان هم فصيل وطني وليسوا أعضاء جماعة إرهابية قامت بتفريخ كل الجماعات
والمنظمات الإرهابية التي ابتلينا بها.. وهؤلاء رغم مشاركتهم في كارثة دعم الإخوان
على الوصول إلى السلطة عام ٢٠١٢ لم يتعظوا من الجريمة السياسية الكبرى التى اقترفوها.
والبعض الآخر من هؤلاء يتبنى خطاب الإخوان ويرددون وينشرون ويروجون أكاذيبهم التي يطلقونها بشكل يومى وعلى مدار الساعة.. وبذلك يصطفون مع الإخوان ويساعدونهم في تنفيذ مخططاتهم للعودة إلى حكم البلاد مجددا، حتى ولو كانوا لا يدركون أو يعون ذلك.
وإذا كان الإخوان
غير المعروفين والكامنون يشكلون خطرا على مجتمعنا، فإن هؤلاء الذين يفكرون ويتحدثون
ويتصرفون مثل الإخوان، وهم ليسوا بأعضاء في جماعتهم يمثلون خطرا أكبر، خاصة أنهم
لم يتعظوا من خطيئتهم الكبرى عام ٢٠١٢ ، عندما ساندوا الإخوان للوصول إلى الحكم.