"ردة" ماهر فرغلي!
قبل أيام كتب الباحث المحترم ماهر فرغلي على صفحته بفيسبوك عن "مملكة مصر والسودان" التي رحل جمال عبد الناصر وتركها "مصر" فقط وعن دولة الديون والفقر والجوع والهزيمة!
ماهر فرغلي شخص مهذب
وعف اللسان.. نقدره بصدق ونقدر جهده عضوا سابقا بالجماعة الارهابية التي سميت زورا وبهتانا
بـ "الإسلامية" رفيقا لعتاة الإرهاب والإجرام عاصم عبد الماجد والذين معه.
راجع ماهر ـ مع حفظ الألقاب ـ أفكاره وأعلن تراجعه عن فكر الجماعة وكان صادقا في نياته بل واعتبرناه باحثا مرموقا في دراسات وأبحاث التيار الإرهابي، وقلنا إنه من المفيد أن يتولى باحث مجتهد مخلص أمر دراسة هذه الجماعات فقد كان واحدا منها يوما ما، وهذا سيساعده كثيرا وسيضيف إلى فهم المجتمع بهذا التيار كله!
قدم في ذلك فرغلي
جهدا طيبا حتى كان البوست الصادم جدا الذي كتب هو نفسه بعد ساعات رافضا ردود الأفعال
التي توالت عليه وأكد أنه حذف الكثيرين تطاولوا عليه واستبقى آخرين خالفوه دون المساس
بشخصه ولا إهانته.. وكنا الحمد لله من هؤلاء!
لكن الموضوع أكبر
من مجرد بوست أو عتاب أو ردود أفعال حادة.. لماذا؟ لأننا ورغم خلاف الكثيرين جذريا
مع الإخوان إلا أنهم لم يزالوا تحت تأثير إعلام الجماعة تماما.. يرددون أكاذيبهم حرفيا.. دون
حتى تعديل أو تبديل أو إضافة.. ورغم أن التاريخ على غير ما قاله فرغلي تماما لكن أغلبنا
لا يقرأ للأسف ويعتمد على الثقافة السمعية.
ففي 25 أكتوبر 1946 وافق إسماعيل صدقي رئيس الحكومة المصرية على منح حق تقرير المصير للسودان بعد فترة حكم ذاتي للسودانيين، وفي إطار مباحثات خشبة -كامبل في حكومة النقراشي مايو 1948 وافق خشبة ضمنيا على منح الأشقاء في السودان الحق نفسه.
وفي 26 أغسطس 1950 اقترح صلاح الدين باشا وزير خارجية الوفد إقامة فترة حكم انتقالية بالسودان حتى 1953! والأحداث التي تثبت شروع مصر في رد السودان لأهله عديدة جدا تحتاج كتابا وكلها قبل ثورة يوليو ومنها ما هو قبل أن يولد جمال عبد الناصر نفسه بالفعل منذ أوائل القرن الماضي!!
المدهش هو: لماذا يردد بعض المصريين ذلك؟ لماذا يريدون أن يبقوا محتلين لشعب آخر؟ وكيف نطلب الاستقلال ونريد أن نحتل نحن غيرنا؟ وكيف لا تخطر هذه الأسئلة على ذهن من يرددون هذا الكلام؟
وهل عبد الناصر منح شعبا شقيقا الحرية وحق تقرير المصير أم كان يريد إقامة إمبراطورية شخصية وزعامة خاصة إلخ إلخ؟ يعني الأولى أم الثانية؟ ما تستقروا على اتهام؟! حاجة عجيبة جدا!
السؤال الآخر: هل هذا يصح أن يعاد إنتاج هذه الدعاوى في ظل أزمات المنطقة ومن بينها سد إثيوبيا؟ والاتهامات تتعالي هناك في إثيوبيا وبعض الأطراف في السودان بأننا كمصريين عنصريون؟
بالطبع سنرد بالأرقام
عن حواديت قبل النوم الشهيرة بالفقر والديون والبطالة وغيرها وغيرها وسنكشف كذب كل
هذه الادعاءات والأرقام هي لغة الحقيقة.. لكن يبقى وهذا هو الأخطر على الإطلاق وهو سبب
هذه السطور أننا لم نزل نواجه الإخوان في ميادين القتال والرصاص بعبء يحمله أبطال الجيش
والشرطة وحدهم.. ولكن تبقى أكاذيب الجماعة في عقول الكثيرين حتى من نعتمد عليهم في فضح
وكشف الإخوان!
ولا حول ولا قوة إلا بالله..