رئيس التحرير
عصام كامل

ورطة أردوغان!

كلعبة الشطرنج عندما يحرك اللاعب الماهر الوزير.. فلا يكون أمام الطرف الآخر إلا المفاضلة بين الخسائر.. بحيث يتجنب أكبرها.. ومن حظ أردوغان العاثر أن مباراته الثالثة بعد العراق وسوريا كانت مع مصر.. التي لم تنج فقط من مؤامرات "الربيع المزعوم" بل أوقفت باقي المخطط وها هو الدليل في ليبيا.

حظ أردوغان العاثر أن مباراته الثالثة مع مصر التي لملمت نفسها وبنت نفسها نسبيا في زمن قياسي تستطيع معه الآن لعب أدوار إقليمية.

 

ظن أردوغان ـ وبعض الظن إثم طبعاـ أن هذا الدور قد انتهى إلى الأبد وأن النفوذ المصري في الستينيات بالمنطقة العربية وأفريقيا لن يعود وأن الانكماش هو قدر مصر كما كان في الأربعين عاما الأخيرة.. لكنه لم يدرك أن الإرادة تصنع المعجزات وأن الأدوار التاريخية يتم استدعاؤها في اللحظة التاريخية الأنسب!

 

أمريكا و"التحريض" علي الحرب في ليبيا!

 

أردوغان الآن أمام خيارات كلها سيئة.. أولها أن يصل بالأزمة إلى الحافة كما فعل أمس بتحريك القوات على أمل أن يتدخل المجتمع الدولي لمنع القتال.. لكن لم يسأل فيه أحد! أو أن يقتحم سرت.. واقتحام المدن كمباريات كرة القدم تلعب فيه الأرض مع أصحابها.. وقليلة هي المدن التي سقطت بعد حصار..

السويس لم تسقط مع العدو الإسرائيلي كما لم تسقط طرابلس أيضا مع العدو ذاته رغم فارق الإمكانيات.. فما بالكم ومصر الآن موجودة على خط المعركة بخبرات جيشها وتسليحه الرهيب!

ويبقي الاختيار الثالث للأتراك وهو أن ينسوا سرت والجفرة تماما والاستجابة على استحياء لأي دعوة تفاوض قادمة يتم إفشالها بعد فترة بأي سبب لكن رهانهم سيكون أن ينسى الناس ـ وأنصاره تحديدا ممن يعتبرونه الخليفة الجديدـ خط السيسي الأحمر!


النخبه الملعونة!

 

وبين الخيارات الثلاثة المرة.. تدير مصر الأزمة بعبقرية نادرة.. حققت التوازن في المسارات الأربعة.. السياسي والعسكري والقانوني والشعبي.. وبكل هدوء يطالب السيسي مجلس النواب بالموافقة على التدخل.. يطلب ذلك بينما الأنباء تتوارد على قرب الهجوم على سرت وبما يعني امتلاك مصر للمعلومات الصحيحة عن وجود هجوم وشيك من عدمه!


وإلى حديث آخر عن صراع نراه مستمرا ستقتص فيه القاهرة بإذن الله لبغداد ودمشق!


الجريدة الرسمية