رئيس التحرير
عصام كامل

النخبه الملعونة !

"الجهاد" في افغانستان والبوسنة والشيشان وآخر بلاد الأنس والجان حلال حلال إنما التدخل المصري في ليبيا العربية الإفريقية الجارة حرام حرام يا ولدي!

 

سنوات من انتقاد القيادة المصرية ـالمشغولة أصلا ببناء مصر من جديدـ بحجة أنها "تنظر تحت اقدامها" وتترك الآخرين حولنا يفعلون ما يشاءون ويهددون أمننا القومي.. فإذا ما تحركنا لتأمين ذلك الأمن القومي انتفضوا وهاجوا وماجوا..

 

وصار لسانهم يتفلسف ويطرح عينات من أسئلة عبيطة مثل "ما فائدة التدخل" و"ما هي أسرار التدخل ولابد أن هناك أسبابا لا نعرفها"، وإذا سعيت لتهدئة مع إثيوبيا فأنت مفرط في "حقوق مصر" و"حقوق أبنائها وأجيالها القادمة"، وإذا ما وقعت اتفاقا للمبادئ هاجموك وهاجموا الاتفاق وهاجموا المبادئ دون أن يقرأ واحد منهم لا الاتفاق ولا المبادئ ولا أي شيء عن السد أصلا!

اقرأ أيضا:

اللعبة الإثيوبية!
فاذا ما خاطبت إثيوبيا بالشدة بعد اللين فأنت بهذا "الانفعال" وهذه "الشدة" تضر مصالح مصر و العالم "لا يقبل هذه اللهجة الآن "!


عند ذات النخبة.. حروب ابراهيم باشا في الحجاز ضرورية.. وحروب أبناء محمد علي في إفريقيا وإثيوبيا تحديدا وقد انتهت إلي كوارث أثارها تسببت في أزمات اليوم وحروب إبراهيم باشا في الشام ضرورية دون أن يذكروا ختامها بمعاهدة لندن المذلة.. إنما أن تتحرك مصر إلي اليمن قديما أو إلي ليبيا اليوم فعندهم هو "السعي لتحقيق أمجاد خاصة وبطولات زائفة"!

عند ذات النخبة وبينما مصر كلها تلتف حول وطنها وتحتشد خلف جيشها إلا أن للمستنخبين أولويات أخري.. تكلفة رخصة السيارات وغرامات المرور خصوصا السير عكس الاتجاه والانتظار الخاطئ حتي تتخيل أنك تخطئ في قراءة توقيعهم تحت كتاباتهم وتتساءل هل هذا مثقف أم هذا مسجل خطر كل همه كيف يخالف المرور وكيف يريد التهرب من الغرامات التي يحددها القانون الذي طالما طالبوا به هم أنفسهم !

أحدهم كتب تصورا لحل الأزمة في ليبيا معتقدا بتوصله لاكتشافات علمية رهيبة خطيرة فظيعة.. فقال علينا أن ندعم حفتر علنا.. ولا يعرف إن ذلك يتم منذ سنوات! ثم علينا أن نفتح خطوط تفاهم مع السراج !! دون أن يفهم أن السراج يعني أردوغان وما بيننا وبينهما لا يمكن التفاهم فيه !
اقرأ أيضا:

معني قرار البرلمان الليبي !
الكارثة الكبري وهي مضحكة مبكية علي حال هؤلاء وما وصلوا إليه من ضحالة وتخلفا عقليا في بعض الأحيان هو أن بعض هؤلا طالما هاجم دولته لإنها لا ترسل لتدعم الإشقاء في سوريا ضد أردوغان دون وعي بأبعاد الصراع هناك ولا أشكال التدخل الممكنة والمتاحة ولا أطراف الصراع وخيوطه وخطوطه.. هو بس مواجهة أردوغان هناك حلال.. وفجأة حرام في ليبيا!


بالطبع لو الدولة كانت استجابت وأرسلت تحارب أردوغان في سوريا كانوا انتقدوها ! حتي لتشعر أنك امام مجموعات إما من الشياطين أو من المجانين!!
هل هذا يحدث ضد بلد.. وفي بلد.. قد يحارب في أي لحظة؟!

الجريدة الرسمية