رئيس التحرير
عصام كامل

طبول الحرب

الحرب بين مصر وتركيا على الأراضي الليبية ربما تكون غداً، أو بعد غد، وربما تكون الأسبوع القادم، أردوغان مع حكومة الوفاق يحشدون الميليشيات حول ( سرت والجفرة ) والطائرات التركية لا تتوقف عن نقل السلاح والمرتزقة إلى ليبيا، ومصر لن تقف مكتوفة الأيدي لأن ما يحدث يهدد أمنها القومي..

 

وبالتالي تهديد لأمن كل المنطقة العربية، ومصر بجيشها القوي لابد أن تدخل ليبيا لحماية حدودها وإلحاق الهزيمة بأردوغان ودحر الإرهاب، خاصة أن الرئيس السيسي أكد أن ( سرت والجفرة ) خط أحمر.

عشوائيات النخبة
هذا مضمون ما تقدمه بعض الفضائيات التابعة لدول عربية شقيقة يومياً، ومعها فضائيات ناطقة بالعربية لكنها تتبع دول أجنبية، وخلفهم..إنجر بعض مذيعينا، مدفوعين بحماسة ينقصها الروية، حتى ظن المواطن أن الحرب قادمة لا محالة، وعليه أن يستعد لتخزين المواد التموينية.


قرع طبول الحرب لم يتوقف عند الفضائيات، لكنه إمتد إلى وسائل التواصل الإجتماعي، فعلى تويتر. تحمل تغريدات كتاب ومسئولين عرب نفس المضمون الذي تقدمه الفضائيات، وكانت لأحدهم تغريدة منذ شهرين يشيد فيها بجيش بلاده وأنه أقوى جيش في المنطقة العربية، ومع دخول أردوغان بميليشياته ليبيا..

 

تحول الجيش المصري في تغريدات نفس الشخص إلى أقوى جيش عربي، وصار يسهب في المقارنة بين الجيشين المصري والتركي، وكيف أن الأول يتفوق على الثاني براً وبحراً وجواً.

معنا أم علينا؟
هذا الشحن المعنوي المستمر منذ أسابيع يدعو للريبة، وكأن هناك من ينتظر مباراة بين مصر وتركيا على الأراضي الليبية، أما الإستناد إلى ما قاله الرئيس السيسي من أن ( سرت والجفرة ) خط أحمر.. فقد فسره الرئيس بعد ذلك عندما قال أنه كان دعوة للسلام ووقف الإقتتال وخروج القوات الأجنبية والميليشيات من الأراضي الليبية.


مصر تعرف من يهدد أمنها القومي، ومتى وكيف تتدخل لحماية حدودها، أما خيار الحرب فلم يكن الوحيد بالنسبة لمصر، لا قديماًً ولا حديثاً، وطالما طالب الرئيس بحلول سياسية في سوريا واليمن وليبيا، ولم يلوح مرة واحدة بالحرب إلا عندما يأتي ذكر أمن مصر وحماية حدودها.


مصر تراقب طيش أردوغان، والمعلومات متوفرة لدى كل أجهزتها عن التحركات داخل الأراضي الليبية، والقيادة المصرية لم تتخذ قراراتها بعنترية، ورغم قوة جيشها إلا أنها أكدت مراراً أن عقيدة الجيش هي الدفاع عن الأراضي المصرية،لا الإعتداء على حقوق الغير.

سد النهضة و ( سد الحنك )
مطلوب من فضائيات الأشقاء العرب أن يتوقفوا عن قرع طبول الحرب، فمن حارب نيابة عن كل العرب طوال عقود وأنفق الثروات والأرواح.. يعلم تماماً متى يحارب، وكيف يحمي أمنه القومي، وعلى مذيعينا ألا تأخذهم الحماسة وينجرفوا مع التيار، وأن يستعينوا فقط بالبيانات الرسمية، وكفى شحن لمواطن عانى من ويلات الحروب، وإذا كان أردوغان يمثل تهديداً لكل العرب.. فعلى كل الجيوش العربية أن تحاربه، وإذا كان يشكل تهديداً لمصر.. فمصر قادرة على دحره وميليشياته.

الجريدة الرسمية