سد النهضة و ( سد الحنك )

لابد من الثناء على الموقف الذي أعلنته دول عربية شقيقة عندما جاهرت بتضامنها مع مصر في تأمين حدودها الغربية المهددة من ميليشيات تحركها تركيا، هذا التضامن عززته بيانات تؤكد أن أي تهديد لأمن مصر هو تهديد لأمن شقيقاتها..

وعجت مواقع التواصل الإجتماعي بتدوينات لمسئولين وسياسيين عرب تحمل الوعيد لأردوغان، والثناء على جيش مصر الذي أصبح مطالباً بسرعة التدخل لدحر القوات التركية وكبح جماح أرودوغان والقضاء على أطماعه في المنطقة.وهذا ثناء آخر على ثقة الأشقاء العرب في القوات المسلحة المصرية، وقدرتها على دحر كل من يهدد أمنها.

هذا التضامن العربي المشرف مع مصر في الملف الليبي.. كنت أتمنى تضامناً بنفس قوته مع مصر في ملف سد النهضة، خاصة إن الخطر الذي يهدد الحدود الغربية بسبب وجود ميليشيات أردوغان.. يتزامن مع خطر السد الأثيوبي الذي يهدد حياة المصريين.

 القاعدة والاستثناء في برامج الهواء

إنتظرت بياناً من أي دولة شقيقة يقول أن أمن مصر المائي هو أمنها، لكني لم أجد، كما لم أجد حشداً إعلامياً على الشاشات العربية للتضامن مع مصر في أزمتها مع أثيوبيا مثلما يحدث في الملف الليبي، فقط.. شاهدت تغطية خبرية للأزمة، حتى تدوينات المسئولين والسياسين العرب الذين تضامنوا مع مصر وأثنوا على جيشها وطالبوه بالتدخل للقضاء على ميليشات أردوغان خلت من أي إشارة لأزمة السد الأثيوبي، وكأن الجميع جاءوا أمام سد النهضة وأكلوا ( سد الحنك )..

وفي الخارج.. تحركت الدبلوماسية العربية في كل الإتجاهات لتعزيز موقف مصر، والتأكيد على أحقيتها في حماية أمنها القومي، حتى لو تطلب ذلك دخولها ليبيا، لكن هذا التحرك غاب عن سد النهضة، اللهم إلا إذا كانت هناك تحركات لم يتم الإعلان عنها.

البرلمان العربي هو الآخر إنتفض، وعقد جلسة ساخنة ناقش فيها الأوضاع في ليبيا، وأصدر بياناً شديد اللهجة بضرورة خروج القوات الأجنبية والميليشيات من ليبيا، لكنه لم ينتفض لأزمة سد النهضة وأكل هو الآخر ( سد الحنك )..

 أنا المصري

الدعم العربي لمصر يجب ألا يتجزأ، لأن هذا التراخي في أزمة سد النهضة يحيلنا إلى تساؤلات كثيرة لابد لها من إجابات، وإذا كان الهم الأول للدول العربية الشقيقة هو تركيا و كل ما يتعلق بها ونحن لا ننكر الخطر الذي تمثله.. فعليها أن تتخلى عن سياسة ( سد الحنك ) في ملف سد النهضة، وللعلم ( سد الحنك ) نوع من الحلوى أصوله تركية.
besheerhassan7@gmail.com