رئيس التحرير
عصام كامل

ملاعيب إثيوبيا !

لماذا أعلنت إثيوبيا على لسان وزير الرى فيها إنها بدأت فى ملء بحيرة سدها، ثم عادت بعد ساعات قليلة لتعلن على لسان ذات الوزير انها لم تبدأ فى الملء؟!

ابتداءً من الصعب فى قضية كهذه محل إهتمام عالمى وموضوع تفاوض تحت رعاية الإتحاد الأفريقى أن تقع إثيوبيا فى اضطراب أو ارتباك، اللهم إلا إذا كان هذا الاضطراب والارتباك متعمدا أو فرض عليها.

وبتفصيل أكثر أقول إن إثيوبيا لم تخطئ وهى تعلن بدء ملء بحيرة سدها ولم تخطئ أيضا وهى تعلن إنها لم تبدأ الملء.. فهى حاولت وشرعت فعلا فى ملء السد، وهذا ما أكدته تقارير سودانية سجلت مقدار النقص فى تدفق مياه النيل الأزرق لديها تحديدا..

 

ثم أوقفت إثيوبيا عملية الملء وبعدها أنكرت انهـا بدأت الملء، وأعلنت إن التصريحات الأولى لوزير الرى لديها أسىء فهمها!.. وهنا يصير السؤال: لماذا أوقفت إثيوبيا بعد ساعات أو حتى أيام عملية الملء لبحيرة سدها؟

اقرأ ايضا:

السد الإثيوبى ولطم الخدود !
والإجابة المنطقية لهذا السؤال إن إثيوبيا أوقفت عملية الملء مضطرة أو على غير رغبة منها، لان حكومتها كانت تراهن على هذه الخطوة لفرض سيطرتها على الوضع الداخلي الإثيوبى المضطرب..

أى إنها اكتشفت إن الإستمرار فى عملية الملء فى هذا التوقيت وقبل إنتهاء مرحلة تدخل الإتحاد الأفريقى فى هذا الموضوع سلبياته بالنسبة لها أكثر من إيجابياته.. وهذا يعنى إنها لم تتراجع عن عملية الملء، بل إنها تستعجلها وتريد أن تحققها فى أسرع وقت، فى موسم الفيضان الحالى الذى بدأ لديها هذا الشهر..


وخلاصة ذلك أن ملاعيب إثيوبيا لن تتوقف وسوف تستمر مراوغاتها التى خبرناها طوال السنوات العشر السابقة.. بل وقبل هذه السنوات، حينما شرعت فى التوصل إلى إتفاق خاص بحوض النيل ينتقص من الحقوق التاريخية لنا فى النيل ولذلك رفضنا نحن والسودان التوقيع عليه.
اقرأ ايضا:

أردوغان صنيعة الأمريكان!
إن مشكلتنا ليست هى الملء الأول للسد الاثيوبى الذى يقدر بنحو خمسة مليارات متر مكعب فان الكمية التى ستنقص من حصتنا (نحو ثلاثة مليارات متر مكعب)  يمكننا أن نحصل عليها من المياه المخزنة من بحيرة ناصر، ومشكلتنا أيضا أكبر من مشكلة ملء السد فى سنوات الجفاف، وخاصة الجفاف الممتد..

إنها مشكلة إصرار إثيوبيا على فرض سيطرتها على النيل الأزرق وهو النهر الدولى، وتمسكها بالإنفراد فى التحكم فى مياهه.. ولذلك فان معركتنا طويلة وممتدة ومستمرة.. ومهما كانت ملاعيب إثيوبيا وتعنتها فإننا لا يمكن أن نقبل ذلك، وسوف ندافع بكل السبل والوسائل عن حقنا فى الحياة.     


الجريدة الرسمية