رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أهل السعادة في الدنيا والآخرة

لا شك أن أسعد الناس في الدنيا وأفرحهم وأسعدهم في الآخرة أهل الإيمان والتقوى لفوزهم بولاية الله تعالى ومحبته عز وجل وحفظه وأمانه في الدنيا والآخرة.. يقول سبحانه: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}..

والتقوى كما عرفها الإمام علي إبن أبي طالب كرم الله وجهه هي: العمل بالتنزيل والخوف من الجليل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.. وأولياء الله هم الذين توالت أعمالهم على الموافقة.. أي ما وافق كتاب الله تعالى وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله.. وهم الذين خافوا من الجليل سبحانه ورضوا بالقليل وأستعدوا ليوم الرحيل..

 

سر الصراعات بين البشر


ومن علاماتهم أنهم إذا رؤوا ذكر الله تعالى.. سيماهم في وجوههم من أثر السجود.. إذا تكلموا ذكروا الله وإذا نظروا رأووا آيات الله وشاهدوا عظيم إبداعه تعالى فيها.. قلوبهم بالغيب بعين البصائر إلى محبوبهم عز وجل ناظرة السكينة والوقار والأدب والكمال حالهم والكرم والجود والسخاء وجبر الخاطر شيمتهم وحالهم.. الصبر والرضا والشكر والزهد واليقين حرفتهم وخصالهم.. زهدوا فيما في الناس وفي الدنيا فأحبهم الناس وأحبهم رب الناس سبحانه..

عبدوا الله تعالى بخالص من السر فشرفهم سبحانه بخالص من الشكر.. قلوبهم وجلة عند ذكره تعالى.. يخشونه تعالى بالغيب ويستحوا أن يراهم فيما نهى.. طهرت قلوبهم وتزكت نفوسهم وخلت عقولهم من الأهواء والشطط وعفت جوارحهم عن الحرام.. يسارعون في الخيرات.. يتحرون الحلال والحرام وما يدخل في جوفهم.. تجافت جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا.. قاموا لله حين نام الناس.. وبالأسحار يستغفرون..

يأنون من حرقة الأشواق للمحبوب في قلوبهم..غابوا عن أنفسهم ونسوا حظوظها حتى المباح منها.. آمنوا بربهم وأطاعوه وبنبيهم صلى الله عليه وسلم وعلى آله فأحبوه وأتبعوه.. وبكتاب الله تعالى محكمه ومتشابه فتلوه آناء الليل وأطراف النهار وعملوا بما جاء فيه .

رزق مقسوم وأجل محتوم
ألتزموا بأوامره ونواهيه وتعاليمه وأحكامه وأقاموا حدوده.. أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. واعتبروا بقصصه.. أقبلوا على الله تعالى بقلوبهم قبل أجسادهم.. قابلوا الإساءة بالإحسان والقطع بالوصل والمنع بالعطاء.. صبروا على البلاء ورضوا بالقضاء وشكروا على النعماء.. لم يشغلهم عن محبوبهم شاغل ولم يأخذهم منه آخذ...

إرتقوا بإيمانهم إلى مرتبة الشهود فحق فيهم قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}..

 

 

أهل محبة الله 

وفي وصف جامع لهم ولأحوالهم يقول تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}.

Advertisements
الجريدة الرسمية