رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قرار الحرب ومعركة التفاوض

ما يمكن حله بدون حرب يعد مكسبا كبيرا وما لا يحل بالتفاوض يصبح القرار فيه بميزان من ذهب، فالحروب ليست نزهة ويعرف قدرها العسكريون الذين ذاقوا ويلات الحروب، ويقدر لها أصحاب الخبرات في هذا المجال وليس كتاب المقالات ولا البشر الافتراضيون على مواقع السوشيال ميديا.


صناع الحرب والمقاتلون هم الأكثر جرأة في اتخاذ قرار السلام، لذا فإن كل ما وقع من مبادرات سلام بين العرب والكيان الصهيوني تمت في أوقات اعتلى فيها المناصب رجال الحروب، أما الساسة فقط والذين لم يتذوقوا حشرجة قرارات الحرب فإنهم يعيثون فسادا لأن إدراكاتهم مجرد معارك انتخابية.

 

اقرأ أيضا:

إطلالة كئيبة على البار
سرت خط أحمر، وملء سد النهضة دون التوصل إلى اتفاق شامل يحمى مصالح الجميع هو أيضا خط أحمر.. كل ذلك لا يجرى على طرفين في الصراع وإنما تتداخل الأمور إلى حد التعقيد، فإهمال الدور الأمريكي مشكلة والاتكال عليه وحده مشكلتان، وتجاهل الأدوار المتداخلة في القضيتين أيضا مشكلة كبيرة ولا بد من التعامل وفق معلومات دقيقة ومواقف أكثر دقة قبل الإقدام على اتخاذ قرار أيا كان نوع القرار.

المفاوض المصرى في معركة حقيقية لا تقل ضراوة عن حروب الدبابات والطائرات والمدافع. ومفاوضات طابا أدق مثال على هذا التشابك المذهل والمدهش لفن التفاوض. والشفافية وحدها ليست حلا وليست هدفا فالأمور أكثر تعقيدا من ذلك.


مناورة حربية شاملة قد تحمل من الرسائل مضامين كثيرة تساهم إلى جانب المقاتل المصرى المفاوض سلما ومنطقا وعقلا وقانونا، ورسالة من الخارجية المصرية قد توحى بما هو أبعد من التفاوض السلمى والسياسي، لذا فليس من المنطقى أن ينجرف كتاب أو صفحات الإعلام الاجتماعى لرسم سيناريو يتسم بالجهل وخلو المنطق، لأن متخذ القرار مطلع على تفاصيل قد تغيب عن صاحب الرسالة كاتبا كان أو مواطنا حسن النية، أو حتى خبيرا يجهل تفاصيل وأبعاد القضية بسبب غياب المعلومة.

 

اقرأ أيضا: 

الحروب ليست "بوست" على الفيس

 

الأمر يحتاج إلى تركه في نصابه الطبيعي، أما مؤسسات المجتمع المدنى من أحزاب ونقابات وغيرها فإن دورها المساندة، بتشكيل مواقف داعمة للمفاوض والمقاتل المصري في معركة البقاء التي تحيط بنا وتداهمنا بتطوراتها المثيرة والغامضة والمعقدة.

ووسط هذه الحالة الضبابية ليس مطلوبا من أحد الاجتهاد، فقد مضى زمن وتاريخ الاجتهاد.. نحن الأن على أعتاب اتخاذ القرار، والقرار له أصحابه الذين يتحملون مسئولية تاريخية تحتاج منا عدم الدفع في اتجاه أو رسم سيناريوهات هي أبعد عن الواقع الذي يعيشه المقاتل المصري مفاوضا ومحاربا.

Advertisements
الجريدة الرسمية