رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ماذا نفعل مع إثيوبيا إذن ؟!

ماذا كنت تريد أن تفعل مصر مع إثيوبيا يعني؟ هذا السؤال سألناه لكل من يختلفون معنا حول طريقة إدارة مصر لملف سد النهضة.. والأغلبية العظمى لم تجاوب علي السؤال إلا أن البعض منهم وبعد أن يقول "لا أعرف" يعود ويقاوم من جديد ويقول: "مكناش وقعنا اتفاق المبادئ"!

 

وهؤلاء أيضا نسألهم.. هل قرأت اتفاق المبادئ؟" والأغلبية العظمى منهم تقول "لا لم نقرأه" إلا أن بعضهم يعود ليقول "سمعنا أنه يقيد مصر في اتخاذ إجراءات ضد إثيوبيا لأنه يجعل من مجلس رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا هو الحكم ويكون قرارهم جماعيا وبالتالي لن نتوصل إلى قرار مع إثيوبيا أبدا!"

 

عندما اعتقد الإخوان إنهم سيحكمون 500 سنة!


بالطبع هذا ما صدره إعلام الإخوان الذي أراد أن يضرب عصفورين بحجر.. الأول أن يظهر بلادنا بمظهر الضعيف الذي لا يستطيع أن يدافع عن حقوقه ومصالحه! والثاني محاولة دفع مصر ناحية أي صراع مسلح دون مبرر يقبله العالم فلا إثيوبيا بدأت فعليا في ملء السد، ولا الملء بدأ يؤثر علي حجم المياه التي تصل إلينا، ولا كانت أصلا خرجت هي بنفسها عن اتفاق المبادئ ! وبالتالي يريدون توريطنا دوليا ثم إلى متاهة التعويض أو فرض عقوبات!!


هذه النقطة الأخيرة كانت من أهم أسباب لجوء مصر لمجلس الأمن لأنها إعلان بإنهاء مصر رسميا لاتفاق المبادئ الموقع في 2015.. ومن فهم أنه يقيد حق مصر في ملاحقة إثيوبيا مخطئ.. لأن الاتفاق أصلا ينص أن الحاكم له هو القانون الدولي ومرجعياته هي الاتفاقيات ذات الصلة!

 

والقانون الدولي ينظم كل شيء من حق الدفاع عن النفس إلي تنظيم الاستفادة من مياه البحار والأنهار إلى الذهاب لمجلس الأمن! لكن ضحايا الإعلام الإخواني كثيرون وضحايا أنفسهم وقدراتهم الذهنية أكثر!

 

صرخة ماكرون!


علي كل حال.. مصر تحاصر إثيوبيا.. وذهابنا أمس لمجلس الأمن محسوب لأن مصر تدرك أن الأمر كله مناقشة وستنتهي بلا قرارات ملزمة، لإننا ذهبنا إلي المجلس طبقا للمادة 35 من الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، وليس الفصل السابع ..

 

لكن مصر بذلك أعلنت تدويل الأزمة وتجاوزها للاتحاد الأفريقي، ودقت جرس إنذار كبير جدا من أن هناك "أزمة هنا تهدد السلم الدولي"، وبالتالي فمصر تمهد الطريق للتعامل مع أي تطور يشكل خطرا عليها!

 

كلمة وزير خارجيتنا أمس جيدة جدا.. القوة مع الإبقاء علي جسور التفاهم.. وقدمت الخيارين.. إما سلام أو قل على الأمر السلام !
الملف ـ باختصار ـ في أيدي مؤتمنة.. ابعدوا عن مراهقي السياسة وأغبيائها!

Advertisements
الجريدة الرسمية