حرمة بيوت الساقطات!
ربما كان هذا الأمر
أكبر من تصور أي مصرى يعيش داخل هذا الوطن، فأحيانا كثيرة تكون الدناءة أعظم من تصورها،
ويكون الانحطاط مدهشا بل مذهلا لشدة قبحه وسفالته، فنحن فى وطن مثقل بالهموم..
ورغم وجود قلق وجودى
بسبب سد النهضة فى الجنوب، واضطراب يحدثه إرهابيون متطرفون فى سيناء شرقا، ونزاع على
أمور أخرى حدودية وجيوسياسية فى الغرب، إلا أن واقعا جديدا قد فرضته وسائل التواصل
الاجتماعى صار طاغيا على القضايا الخطيرة السابقة، والتى طغت بدورها على وسائل الإعلام
المعتادة من إذاعة وتليفزيون محلى وقنوات فضائية..
هذا الواقع بقضاياه أصبح يتجدد كل مساء وتبلور عنه
ما يعرف بالترند، وهو أكثر خبر أو موضوع أو حتى صورة تجمع لها الناس وكتبوا عنها وتأثروا
بها.. ونظرا لتغلغل وسائل التواصل داخل المجتمع، حتى فى طبقاته الأكثر فقرا وبؤسا،
فإن الترند يمكن أن يصبح مقياسا للرأى العام بشكل شبه وثيق.
اقرأ ايضا:
ولعل المصريين، قد
لا يتحدثون عن المسائل الوجودية أو الحدوية بكثرة وزخم لأسباب كثيرة، منها أن الدولة
طلبت ذلك صراحة، فتراهم دوما يمارسون حريتهم فى المسموح به، وللأسف كان الترند الأكثر انتشارا هذه الأيام، واستمر على غير العادة، لأيام طوال هو ترند التحرش، ولكن الأمر
لم يتوقف عند هذا الحد، فلقد فتح أبوابا كان أولى بها أن تظل مغلقة..
أبوبا من الانحلال والعهر والدياثة وتهاوى الهوية
الجماعية لفئة من الناس، خرجت ثائرة ضد كل قيمة محترمة أخلاقية تعايش بها هذا الشعب
الطيب لقرون ممتدة، ولكن للأسف، يبدو أن نظرية المؤامرة، والتى كنت دوما أسخر منها،
لها وجود فعلى، فها هم أناس يعبثون بقيم المصريين، مسلمين ومسيحيين، ويروجون لكل انحلال
ويحقرون من كل احتشام وعفة وتستر فطرى، جبلنا الله عليه جميعا كبشر .
التمهيد الإباحى
بعد أن اشتعلت المعركة
بين فريق يرى التحرش جريمة، لكن زى النساء غير المحتشم جزء أصيل منه، هذا الفريق اتُهم
بالتطرف والتزمت الدينى من الفريق الآخر المضاد والذى يناصر أى شيء نسوى فى المطلق بحق
أو غير حق، وبعدما تم توجيه اتهامات رسمية قانونية لبعض الأشخاص المشهورين فى الأوساط
الثقافية، ومازالوا قيد التحقيق لذا فهم أبرياء حتى يثبت العكس قانونا..
إلا أن ذلك فتح علينا
أبوابا من الانحطاط والعهر البين والتفكك القيمى والأسرى، الذى ربما كان ومازال فوق
تصورات المصريين وتوقعاتهم، فلقد توجه فريق النسويات ومن يساندهن من بعض (الذكور) إلى
فرض قيمه الجديدة الخاصة على المصريين جميعا بدعوى التمدن ومحاربة التخلف..
اقرأ ايضا:
شهيدة الميم!
وملخص الأمر كله
أن للنساء والرجال، للفتيات والشباب الحق فى ممارسة كل حرية إباحية دون التقيد بعرف
أو دين أو حتى قانون مصرى وضعى يجرم الزنا، فلا يوجد عندهم شىء اسمه زنا أو علاقات
محرمة أو قضايا شرف، بل لقد وصل الشطط الدنىء بأكثرهم للدعوة لتقنين بيوت الداعرات
والساقطات وترخيصها على الملأ !
والمتابع لصفحات
كثير من هؤلاء، يجد أن أغلبهم، نساء ورجال، ينتمون لما يطلق عليه (مبدعى) وسط البلد،
ورغم أنه لا توجد أدنى علاقة بين الإبداع والرذيلة أو الانحلال، إلا أن الولوج لعالم
كافيهات وشلل ومقاهى وسط البد من المدخل الثقافى، صار محكوما بمسلمات وبديهيات يقدمها
كل طالب لفردوس وسط البلد الأرضى.
لا يهم ما تكتب سواء
كان عبثيا أو غير مفهوم، أو هزلى من تأثير الكحوليات والمخدرات، كل هذا لا يهم، سنطلق
عليك لقب الأديب والمبدع والحداثى، ولكن هناك شروطا منها، أن تحتقر الأديان وما تدعو إليه، وبخاصة الإسلام، وأن تكفر بكل القيم العفيفة النبيلة، وأن تروج لكل شىء يشكك
فى عقائد الناس وأن تعتبر أن الجنس حتى بشكله الشاذ المقزز حق طبيعى لكل البشر دون
أدنى قيود اجتماعية، خلقية أو دينية..
اقرأ ايضا:
احذروا هذا العفن
بل إن الشذوذ نضال
ضد مجتمع التخلف يقوم به مجتمع الميم، وعليك أيضا أن تعتبر دخول المسلمين لمصر مع عمرو
بن العاص غزوا بربريا همجيا وأن تمارس فعليا كل ذلك.. ثم بعد ذلك ينتقدون التحرش وانتهاك
جسد السيدات، هذا الجسد الذى يستهينون به دوما لإشباع غرائزهم، بثمن بخس، كؤوس قليلة
ومساعدة على نشر غثاء لا يغنى من ظمأ ولا يشبع من جوع !
حروب الساقطات وحرمة
بيوتهن !
وآخر ما هالني وأذهل
غيرى من الرجعيين رافضى الانحلال، هو منشور طويل لإحداهن صار ترندا مزدوجا لها ولرفيقها
الذى انقلبت عليه بعد رفقة طويلة وصحبة مباركة ونشاط مفعم بالنبل، والتى صبت فيه كل
لعناتها ودعواتها الغاضبة على هذا الرفيق القديم أو الإكس بلغتهم..
كان هذا الرفيق المناضل
يعيش معها ومع (صديقها) الجديد فى غرفة واحدة، ولم يراع حرمة البيوت، هكذا كتبت وتباكت
والله، لأنه صورها وهى تمارس الزنا مع رفيقها الجديد.
تخيل أن هذا ليس
خيالا بل واقعا، وربما يصيبك الجنون إذا رأيت بعد ذلك فتيات وشباب يباركون غضبتها
ويقولون لها.. ربنا معاك، كل الدعم ليك.. حريتك شىء مقدس.. ارفعى قضية عليه السافل
المنحط ده.
!!fotuheng@gmail.com