متى يسترد إعلامنا وصحافتنا عافيتهما؟!
لسنا في معرض المفاضلة بين الإعلام الخاص وإعلام الدولة فلكلٍ سلبياته وإيجابياته.. وكلاهما مسئول عما آل إليه حال المهنة / الرسالة من تردٍ وتراجع في المصداقية والتأثير..
والكل يُسأل عما صرنا إليه من رداءة في الخطاب واستقطاب وتشويش كرس له إعلام معتل كثرت آفاته وسقطاته بعد أحداث يناير 2011.. من غياب للموضوعية وتراجع للمهنية وعدم تحري الدقة وصدق المعلومات وشيوع السطحية والجمود والانزلاق لمهاوي البذاءة وانقطاع التواصل بين الأجيال وتداول الخبرات وعشوائية التوظيف في الصحف القومية وتليفزيون الدولة بداعٍ ودون داعٍ..
اقرأ ايضا:
الإعلام رقيب على الحكومة والبرلمان!
ومع كثرة الأعداد قلت الموهبة وتراجع التجديد حتى تلاشى فلا نجد كوادر واعدة على غرار الرواد والجهابذة الذين شقوا مجرى الصحافة والإعلام ليجري في النهر ماء الإبداع والروعة وعلى أكتافهم نهضت صروح المجد والريادة والتفوق..
والسؤال الآن: كيف
يمكن استرجاع أمجاد إعلام الدولة وصحافتها التي انخفضت أرقام توزيعها لأسباب كثيرة..
كيف تتحقق المعادلة الصعبة بإستقلال الإرادة وتحقيق الربحية المناسبة ومساندة الدولة..
بينما تلاحقها الأزمات المالية وتكبلها أغلال الديون المتراكمة منذ عقود، هل يدرك القائمون
على إعلامنا وصحافتنا أننا نهدى أعداءنا فرصاً من ذهب كلما نشرنا أخباراً كاذبة تثير
البلبلة والذعر بين المواطنين وتضر بالاقتصاد؟!
ما ينشره الإعلام
من وقائع كاذبة بين الحين والآخر لا يخدم إلا أعداءنا وخصوم وطننا بل إنه فوق ذلك يحدث
شروخاً اجتماعية تربك الحكومة التي لا تتوانى أجهزتها عن الرد بالحقائق لتفنيد سيل
من الشائعات اليومية، مواجع الإعلام وعلله لا تخفى على أحد ورغم صعوباتها فلا يزال
الأمل ممكناً في الإصلاح إذا ما خلصت النوايا واشتد العزم وتكاتفت جهود الجميع لبث
روح جديدة في أوصاله روح تعيد إليه المصداقية وقوة التأثير..
اقرأ ايضا:
القيادات الجديدة.. وإصلاح الإعلام والصحافة! (2)
أما البداية فيمكن استهلالها بإصلاح هياكل الصحف القومية وتسوية ديونها وإصلاح أحوالها وإطلاقها على طريق المنافسة الحقيقية ضماناً للتوازن في صناعة الرأي العام وحفاظاً على أمننا القومي من رياح رأس المال والمصالح والأجندات الخارجية.